• وإذا أردت الحقَّ سيدتي، فدعي النَّاس يقولون ما يشاؤون، وليبد كل رأيه، وحسبك الفهم والعمل بقول الله تعالى يؤدِّب المؤمنات السَّابقات منهن واللاحقات على لسان سيِّد الكائنان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} [النور]
وفي الحديث الشَّريف ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحُهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ , وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِية)).
• وحتَّى الصَّلاة، إذا خرجت إليها ففي ثياب بذلة، وليس عليك طيب و لا أي شيء من مظاهر الزِّينة يحرِّك الشَّهوة أو يجُرُّ إلى الفتنة، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ))، ورأت أمَّ المؤمني عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا من النِّساء شيئا فقالت: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنَ النِّسَاءِ مَا رَأَيْنَا، لَمَنَعَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ، كَمَا مَنَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَهَا.
• وإيَّاك والاختلاط في السَّفر أوالحضر بالرِّجال الأجانب، فإنَّه لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر فوق ثلاث إلا مع زوج أو ذي محرم، والشَّيطان يغتم الفرصة إذا خلا رجل بامرأة أجنبيَّة، ويزيِّن لهم الشَّرَّ، كما يقول النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَلا رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إِلا وَدَخَلَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا، وَلَئَنْ يَزْحَم رَجُلٌ خِنْزِيرًا مُتَلَطِّخًا بِطِينٍ، أَوْ حَمْأَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْحَمَ مَنْكِبِهِ مَنْكِبَ امْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ"، وحتَّى أقارب زوجك، لا ينبغي لك الاختلاط بهم، وإن كانت المصيبة عامَّة بمخالطتهم، ودخولهم على نساء بعضهم البعض، فإنَّه لمَّا نهى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن دخول الرِّجال على النِّساء قال له رجل من الأنصار أفرأيت الحمو؟!. قال ((الحمو الموت)).
• وإذا أبحنا لك الخروج وشيء من السُّفور فليس هذا هو التَّبرُّج الذي نهاك ربك عنه، ولا يحل لك أن تضعي البرقع والجلباب وتخرجي حاسرة الرأس، مكشوف الذِّراعين، بادية السَّاقين، في ثياب قصيرة ضيِّقة شفَّافة، تحكي الجسم، وتبدي الجِرم، وتدعو الرِّجال إلى متابعة النَّظرات، والسَّير وراءك في الشَّوارع والأسواق والمستحمات، ومحلات الرِّياضة، وأحسن من قال:
والنحر والعضدان والفخذان ...... كل أوء باد ما عليه غطاء
وبكفها المرآة تصلح شأنها ... كيف اشتهت ومتى وحيث تشاء
وسط الترام وفي الطريق تهتكا ........... إن التهتك للفتاة شقاء
جزت غدائرها فصارة وفرة ........... لا حبذا بالوفرة الحسناء
تلهو وترقص في المسارح مثلما ...... ترتج فوق غصونها الورقاء
يرتج منها كل رجراج كجد ............. ول زئبق لعبت به نكباء
بالاحتكاك وبالتَّلامس والتها ..... مس والشَّذى تتكهرب الأعضاء
وإذا غشيت المستحمَّم ترى من الـ ... جنسين أسرابا حواها الماء
جنبا إلى جنب تعوم وقد علا ..... ذاك الفضاء الضحك والضَّوضاء
فكأنَّ ميل الجنس جرِّد منها ........... أفما تفرُّ من الذِّئاب الشَّاء
لا وازع يزع الفتاة كمثل ما ....... تزع الفتاة صيانة وحياء (26)
¥