تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ردع المُجازفِ المُفتري على الأئمةِ تجويزِ المعازف

ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:03 م]ـ

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد

قيل لمحمد بن كعب القرظي – رحمه الله – " ما علامة الخذلان؟ قال أن يستقبح الرجل ما كان عنده حسنا , ويستحسن ما كان عنده قبيحا "

حلية الأولياء 3/ 214.

ما كدنا نخرج من دوامة مجنون غامد حتى أثار لنا مستشارنا دوامة رضاع الكبير فما أن هدأت حتى خرج لنا الكلباني بدوامة الغناء!!!

وأنا هنا لا أشبّه هذه الأحداث إلا بزوبعة في أرض سبخة , لا تحرك ماء ولا تثير ترابا , وإن حركت شيئا عاد ما حُرك على رأس مثيره!!!

وصدق بنفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم حين قال: " ... إن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا ... "

أخرجه الإمام أحمد 2/ 191 وهو صحيح الإسناد.

ترددت كثيراً في طرح هذا الموضوع لأنه قد أشبع بحثاً ولم يكن لمثلي كلام مع ما قاله العلماء كابراً عن كابر , لكن ما أثارني وأستفز حفيظتي ما قاله الكاتب الكلباني في هذه المسألة في حق علمائنا الأكارم , وما وصفهم به من وصف يأنف عن وصفهم به من عنده أدنى مروءة وحفظ للجميل.

ولذا سيكون كلامي هنا على نسق كلامه وإن كنت سأترفّع عن بعض الألفاظ التي لم يترفع عنها ووصف علمائنا ودعاتنا بها.

فأقول مستعينا بالله وحده صائلا بحوله وقوته متبرأ من حولي وقوتي.

إن مما يقرره علماء الأصول:

" أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني "

فالشريعة كاملة من كل نقص , سالمة من كل عيب , ولذا لو نزلت نازلة بالمسلمين لوجدوا في أصول الشرع ما يقيسونها عليه , فلا يأتي أحد عاقل فضلاً عن أنه يعدُ نفسهُ من طلبة العلم ثم يقول أنا أريد نصاً صريحاً في الغناء أو الإختلاط أو حتى المخدرات , لأن القاعدة كما تقرر تقول " أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني ".

فإذا تقرر هذا هدمت قاعدة " أأتني بنصٍ صريحٍ صحيح " في بعض القضايا التي لم يرد بمسماها المتعارف عليه عندنا نص صريح , ولكنها تُخرّج على أصولها وتُلحق بنظائرها.

وأنا هنا لن أتطرق لمسألة الغناء , وسأحاول فيما يقدم من الأيام أن أنقل كل ما تقع عليه عيني في المسألة ليعلم الجميع أنه ليس لكل أحد أن يخوض غمار بحر متلاطم وهو لا يحسن كتم أنفاسه لدقائق فضلاً عن أن يجابهه بعكس موجه!!!

ولكني أريد أن أقف وقفات يسيرة مع ما ذكره الكاتب من نقول بعضها افتراء على الأئمة وكذب وبعضها منقول عن كتب الأدب " المخل " ككتاب الأغاني والمستطرف وغيرها , وحَسِب الكاتب أن البحث العلمي وأقوال السادة العلماء تؤخذ من كتب القُصاص والأشعار!!!

فإن كان قد حَسِب ذلك فقد أبان عن جهلٍ لا يخوّل صاحبه بمسك القلم فضلاً عن بحث المسائل الشرعية.

وسأبدأ بقول الكاتب ثم نقلي وتعليقي عليه.

قال الكاتب في مقدمة كلامه:

" ... ولكني أشير إلى نكتة ينبغي أن يتنبه لها المسلم، ولو قلت إنها من قواعد الدين لمن تأمل فلعلي لا أخالف الحق، فإنك لو نظرت في الكتاب والسنة النبوية ستجد أن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه، وهكذا كل ما أوجبه الله، نص عليه نصا لا جدال فيه، وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "

أقول: هذا النكتة لا يقولها من شم رائحة العلم , أو حتى من سمع بأن هناك مبتدعةً وضّلال!!!

وهل أهلك الفرق الضالة سوى فهومهم للنصوص وإعمالهم الآراء في مقابل ما يرونه محتملا , ما الذي أخرج الجهمية من الإسلام سوى إعمالهم العقل في آيات الصفات , وبعض أقوالهم لهم فيها مستند من كلام العرب , ومع ذلك كفّرهم أشياخ الإسلام!!!

وأنظر أخي المبارك لهذه الفقرة من كلامه الآنف الذكر في قوله:

" ... وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير