تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و يكفي لدحض هذه الفرية ما ذكره المؤرخ ابن عساكر – رحمه الله - بسنده عن عثمان بن نويرة، قال: دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه، فدخلنا، فأصبنا من طعامهم، فلما سمع شهر المزمار، وضع أصبعيه في أذنيه، وخرج!!!

تاريخ ابن عساكر 8/ 71.

فأي أمانة علمية يتمتع بها هذا الكاتب!!!

ثم قال:

( ... والمحدث الشهير سويد بن سعيد وصف بأنه مولع بالغناء ... )

وهذا الكلام يدل على ما كررته مرارا أن الكاتب فيه جهالة إن لم يكن غشا , فسويد بن سعيد ضعيف جدا , فيكف يصفه بالمحدث؟؟؟

قال الناقد البصير في الرجال أبو زكريا يحيى بن معين – رحمه الله – فيه " سويد حلال الدم "

وقال البخاري – رحمه الله - فيه: " منكر الحديث "

وهذه اللفظة من البخاري من أشد أنواع الجرح عنده.

المختلطين للعلائي 1/ 51.

ومع هذا قد حاولت جاهدا أن أجد شيئا مما نسبه له هذا الكاتب من أنه مولع بالغناء فلم أجده لا في كتب الرجال ولا التراجم والتواريخ ولا حتى كتب الأدب والتي لا تخلو من كذب على الأعلام!!!

ثم قال:

( ... وسعد الله بن نصر المعروف بابن الدجاجي الفقيه، الواعظ، المقرئ كان يحضر مع الصوفية ويسمع الغناء معهم ... )

يحضر مع الصوفية , ثم يستشهد به في حل المعازف!!!

فهو غفر الله لنا وله يحتاج إلى تبرئة من التصوف فضلا عن أن يستشهد به في أمر ديني.

قال صاحب الوافي بالوفيات:

" وكان يخالط الصوفيّة ويحضر معهم السماعات .. "

5/ 56.

وقال هذا الكاتب:

( ... ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون ... )

قلت نص على تكذيب هذه الفرية نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.

فقال العلامة بن رجب الحنبلي – رحمه الله -: " وما كانَ محرماً حرم استماعه والانصات إليه، ووجب التشاغل عنه كسماع الغناء والآت اللهو، ونحو ذلك "

كما في شرحه فتح الباري في كتاب الصلاة باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب 5/ 503.

وقال أيضا – رحمه الله -:

" وأدخلوا في هذا الطريق (أي التصوف) أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء , فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص , وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس لعشق الصور المحرمة ونظرها ... "

فضل علم السلف على علم الخلف ص 6.

فأين نص الإمام ابن رجب على ما ذكره من إباحته للغناء؟؟؟

ثم قال:

( ... وحكى الأستاذ أبو منصور والفوراني عن مالك جواز العود ... )

وقد نقل أيضا ابن رجب رحمه الله تكذيب هذه الفرية أيضا!!!

فقال – صب الله على ضريحه شآبيب الرحمة –

" ومن يحرم الغناءَ كأحمد ومالك، فإنَّهما يقولان: إذا بيعت الأمةُ المغنية، تُباع على أنَّها ساذجةٌ، ولا يُؤخذُ لغنائها ثمنٌ ... "

جامع العلوم والحكم 415.

ثم قال هذا الرجل موهما القارئ بأن الصحابة كانوا يسمعون الغناء الذي يتعارف عليه الناس اليوم وهو ما كان مصحوباً بالمعازف والموسيقى وغيرها من المنكرات!!!

" وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين .... ثم عدد جمعا من الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام والسادة الكرام , موهما أنهم يجيزون الغناء الفاجر , وهذا من قلة الأمانة العلمية والغش والتدليس البيّن , فالغناء الذي كانوا يسمعونه ويقرونه هو ما نسميه اليوم بالحداء وهو إنشاد الأشعار بلا آلات وعلى لحون العرب , فأين هذا مما يريد تجويزه هذا وغيره من الأغاني الخليعة الماجنة!!!

وفي هذا القدر كفاية لمن أراد أن يقف على حقيقة ودعوى البحث العلمي الذي يدعيه كثير من الناس , وكفاية ليعرف الناس أن هذا الكاتب ليس عنده من الأمانة العلمية ما يخوله بأن يتكلم في مسائل الشرع , نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الهداية والستر في الدنيا والآخرة.

خاتمة:.

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عند ذكر بعض فوائد: " وفيه حماية جانب العلم، وصيانته عن مثل هؤلاء الجهال الذين لا يعلمون، ولا يعلمون أنهم لا يعلمون؛ فإن صيانة العلم عن تخبيط الجاهلين أمر لا بد منه .... وهذا الضرب من الناس أفسدوا بدعواهم العلم على كثير من العامة دينهم، لما قلدوهم لهواهم وأحسنوا بهم الظن وفاقا لدنياهم، فتأمل تجد ما ذكرته واقعاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "

الدرر السنية 11/ 321.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير