تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وأقرهم على ذلك أيضاً الإمام أبو إسحاق الفزاري، فهو الذي روى هذا الأثر عن الإمام الأوزاعي، ولم يُنكره. فقد كان أبو إسحاق لا يخشى في الله لومة لائم.

قال الإمام الذهبي: (أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد الإمام الكبير، الحافظ، المجاهد .. وكان من أئمة الحديث .. ، حدث عنه: الأوزاعي والثوري –وهما من شيوخه- وابن المبارك .. ، ذكره أبو حاتم فقال: الثقة المأمون الإمام. وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الأئمة.

قال الخليلي: قال الحميدي: قال لي الشافعي: لم يُصنِّف أحدٌ في السير مثل كتاب أبي إسحاق.

وقال أبو حاتم: اتفق العلماء على أنَّ أبا إسحاق الفزاري إمام يقتدى به، بلا مدافعة .. وقال أحمد العجلي: كان ثقة، صاحب سُنة، صالحاً، هو الذي أدب أهل الثغر، وعلَّمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخلالثغر رجل مبتدع، أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه. أمر سلطانا ونهاه، فضربه مائتي سوط، فغضب له الأوزاعي .. ويروى: أن هارون الرشيد أخذ زنديقاً ليقتله، فقال الرجل: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك يتخلَّلانِها، فيخرجانها حرفاً حرفاً ..

قال علي بن بكار الزاهد: رأيتُ ابن عون فمن بعده، ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري .. ، قال ابن مهديِّ: كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة) ([35]). انتهى.

قلتُ: هذا هو الإمام أبو إسحاق الفزاري الذي حدَّث بقول عمر بن عبد العزيز، فلو كان يُنكره: لكان صرحَّ بذلك، ولكنه كان إماماً في السُّنّةِ، وإماماً في الحديث، وإماما فيالفقه.

فدلَّ ذلك على اتفاقهم على صحة قول عمر بن عبد العزيز.

ونعلمُ قطعاً أن مسألة المعازف هي من المسائل التي يكثر الخوض والكلام فيها على مر الزمان، فكان اتفاقهم هذا إجماعاً قطعياً تحرم مخالفته، كما صرَّح به كبار الأئمة.

وقد تقدم تفصيل ذلك في كتابنا هذا. فمن شاء فليراجع تصريحاتهم هذه في هذا الكتاب: (الباب الأول/ القواعد الأصولية/ القاعدة الثامنة/ المطلب الخامس).


([1]) تحريم آلات الطرب ص 103.

([2]) نزهة الأسماع في مسألة السماع (ص 25)

([3]) نزهة الأسماع (ص 62 - 64).

([4]) إغاثة اللهفان (1/ 230).

([5]) كف الرعاع (ص 124).

([6]) شرح السنة (12/ 383).

([7]) كف الرعاع (ص 114).

([8]) المغني (9/ 115).

([9]) كف الرعاع (ص 122).

([10]) فتاوى ابن الصلاح (ص 300).

([11]) كشف القناع عن حكم الوجد والسماع (ص 72).

([12]) روضة الطالبين وعمدة المفتين (8/ 205 - 206).

([13]) مجموع الفتاوى (28/ 118).

([14]) مجموع الفتاوى (11/ 535).

([15]) مجموع الفتاوى (29/ 224).

([16]) مدارج السالكين (1/ 491).

([17]) كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (ص 120).

([18]) نزهة الأسماع في مسألة السماع، (ص60).

([19]) نزهة الأسماع في مسألة السماع (ص 25).

([20]) البحر الرائق: (7/ 89).

([21]) كف الرعاع ص 124

([22]) سير أعلام النبلاء (5/ 115).

([23]) تحريم آلات الطرب (ص 120).

([24]) تهذيب اللغة، مادة (ب د ع).

([25]) تهذيب اللغة، مادة (حدث).

([26]) المخصص، اشتقاق أسماء الله عز وجل.

([27]) لسان العرب، مادة (ب د ع).

([28]) الفروق اللغوية، الفرق بين الاختراع والابتداع.

([29]) التلخيص في أصول الفقه (ص 375).

([30]) الوصول إلى علم الأصول (2/ 75).

([31]) سير أعلام النبلاء (7/ 126).

([32]) سير أعلام النبلاء (7/ 108 - 126).

([33]) تهذيب الكمال (17/ 307).

([34]) تاريخ الإسلام (أحداث سنة ستين ومائة).

([35]).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب

(الرد على القرضاوي والجديع)

http://www.almisq.net/news-action-show-id-2984.htm

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:15 م]ـ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير