تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحتى الآن حين فتحت عليهم الدنيا وملكت أيدهم أسباباً لم يتجهوا للدراسة والتأصيل ومن ثم التعليم ونشر الدين القبطي وإنما اتجهوا لقلة الأدب على المسلمين، ولك أن تستعرض نتاجهم الفكري من خلال الشخصيات المقدمة فيهم على أنها شخصيات علمية ومن خلال أطروحات هذه الشخصيات وأطروحات كل الأقباط. لن تجد نتاجاً خاصاً فهم يرددون أقوال المستشرقين حال الحديث عن الإسلام، وينقلون من ترجمات غيرهم من النصارى حال الحديث عن دينهم، وحديثهم عن دينهم قليل بل نادر؛ ولن تجد شخصيات علمية بل شخصيات سوقية، ويكفي أن تعلم أن واعظهم ـ أو من وعاظهم ـ زكريا بطرس ومرقص عزيز فقوم واعظهم الكذاب اللئيم زكريا بطرس كيف يكون حالهم؟؟، أو تجد شخصيات لا تملك حديثاً علمياً وإنما سياسياً أو جزائيا عقابياً ترهب به قومها كشنودة الثالث وبيشوي.

الحالة القبطية

أعني بها الحالة التي يعيشها (شعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية). انعكس سيطرة هذه النوعية سيئة الخُلق المتشددة المنغلقة التي لا تقبل غيرها بجوارها والتي لا تعرف الكثير عن دينها هي فضلاً عن دين غيرها، والتي لا تعرف المسالمة والمعايشة مع الناس على شعب الكنيسة. وظهر ذلك في أمور:

منها تفخيخ المجتمع القبطي، وهذا ما قد تم بالفعل، ولك أن ترقب قضية واحدة فقط أوجدتها هذه العقلية التي تنكرت لتراثها هي قبل غيرها، وتشددت على رأيها وأبت إلا العمل بما رسخ في ذهنها وهي قليلة البضاعة .. أعني قضية الطلاق، مئات الألوف مأزومون الآن بسبب التضييق على الناس في أمر الطلاق من قبل هؤلاء؛ فبعد أن كان الطلاق يتم لأكثر من عشرة أسباب، أصبح الآن لعلة واحدة، هي علة الزنا، وبعد أن كان الزاني يتوب ويتزوج أصبح الزاني كأنما ارتد عن دينه (جدف). إنه الجهل والتشدد حين يجتمعان.

وأرجو حين تتابع هذه القضية أن ترقبها من ناحية فكرية، وتسأل: ما السبب الذي أدى إلى تضييق الخناق على الناس وإيجاد المشاكل التي أدت إلى تفخيخ المجتمع القبطي؟ إنه جهل المفتي (شنودة الثالث) بدينه هو، وتعصبه لرأيه، وإصراره على مخالفة التراث الموروث عن (الآباء) مع أن عمود المعتقد الأرثوذكي هو (التقليد). وقد وجد دعماً ممن حوله لأنهم متعصبون مثله، لا يحملون علماً ولا فقها، وإنما تنظيماً حركياً يسير خلف قائده وإن أخطئ.!!

ومنآثار سيطرة الجهل والتشدد على الكنيسة القبطية المصرية ذبح الأقباط.

وجود هذه الحالة من الغباوة والتشدد على رأس الكنيسة أدى إلى حشد جماهير الأقباط للثورة والقتال. فمن يتدبر في طبيعة الخطاب الذي يلقيه هؤلاء يجد أنه خطاباً استعلائياً حماسياً ... استعلائياً حماسياً. إذ ينشر هؤلاء الأغبياء المتشددون ثقافة بين العوام مفادها أن الأقباط أصحاب حق مهضوم، وأنهم محتلون، وأنهم أعزة تبدل حالهم إلى ذلة، وقد آن الأوان أن يستردوا حقهم، ولذا لا تجلس مع قبطي إلا ويحدثك عن الظلم الواقع عليهم، مع أنهم لا يمثلون (أعني أتباع شنودة الثالث) 4% من الشعب، ومع أنهم يملكون أكثر من ثلاثة أرباع الثروة في مصر، ومع أنه لا يوجد قبطي واحد في السجون المصرية ـ فيما أعلم ـ، ومع أنهم يتطاولون على من شاءوا حتى ولو كان رئيس الجمهورية ـ وقد حدث ذلك مراراً من مرقص عزيز وغيره ـ ولا يجدون من يحاسبهم.

العوام يؤتون من أذنهم، وهذا الخطاب الاستعلائي الثوري يؤدي إلى حالة من الغليان تنتهي بثورة وصدام مع الأكثرية، وحينما يجِدُّ الجد يستفيق هؤلاء على مصيبة، أقل ما سيجدون فيها هو ذبحهم بيد العوام مثلهم أو بيد ذي سلطان قوي الشكيمة لا يصبر على سوء أدبهم ـ عجَّل الله بقدومه ـ. وبهذا يكون ذبحهم ثمرة طبعية، لوجود مثل هؤلاء المتشددون الجهلة على سدة الكنيسة.

وعلى عقلاء النصارى أن يتدبروا في الصدام الفكري، وهو صورة (أو بالأحرى مقدمة) للصدام الحركي، فقد أخرج النصارى كل ما في كيسهم، وأقبلوا بما لا يتصور من الفاتيكان لا من أمثالهم .. من قنوات فضائية بالعشرات .. ومواقع عنكبوتية بالمئات .. ومواد صوتية ومرئية وكتابية بمئات الألوف، وعلى قوم غافلين. وما النتيجة؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير