تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثاً: فضيلة الشيخ ... لا يخفاكم – رعاكم الله تعالى – ما يواجهه المجتمع من عداء متنوِّع , فحصوننا مهدّدة من داخلها وخارجها , والهجمة الشرسة على ثوابت الإسلام وآدابه وأخلاقه مستمرة آناء الليل وأطراف النهار , حتى أصبحت الأقلام المعادية تتبارى وتتنافس في الطعن في الثوابت والتشكيك في حٍكَم الشريعة وأحكامها.

ولا يقال هذا من باب اليأس والقنوط ... معاذ الله , حاشا وكلاّ

ولكن يذكر ذلك من باب قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). فمثل الشيخ عادل ومحرابه ومنبره واجتماع الآلاف للصلاة خلفه وإلقاء الكلمات التعليمية والوعظية في أولئك الجموع سببٌ عظيمٌ للتكاتُف والترابط بين أهل الخير والفضل.

رابعاً: فضيلة الشيخ ... والحاذق من اعتبر بغيره , فَتْوَاكم بجواز آلات الغِناء سيجعلها بعض أهل الأهواء مطيةً له في تحسين صورة شبهاته وشهواته تارةً من طرفٍ خفيّ , وتارةً من طرفٍ جليّ.

خامساً: فضيلة الشيخ تأمَّل في هذه النصوص النبوية:

1 - لما شفى الله نبيَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أثر السِّحر وأراد بعض أصحابه – رضي الله تعالى عنه – منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتقم من الساحر اليهوديّ ويُعاقبه قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما معناه -: أكره أن أثير على الناس شرَّا.

ذكر بعض الشرَّاح أن مراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك: أنّ الله تعالى قد عافاه من

مرض السِّحر وهذا هو المراد , وأمَّا عقوبة الساحر اليهوديّ فقد تفتح باباً

من الشرّ بين الصحابة واليهود , فترك ذلك أولى لمراعاة المصلحة العامّة,

وانظر – رعاك الله تعالى – كم تفتح مثل تلك الأقوال من الشرّ على أصحابها؟!

2 - قول معاذ رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله , أفلا أبشر الناس؟ قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا)). مع أنّ عصر المجتمع النبوي هو العصر الذهبي للأمّة , لوجود النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم. مع أن الأمر عقديّ , ولكن خشية النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت أن يفهم سواد الناس هذا الحديث على ظاهره دون لوازمه , ثم أخبر بذلك معاذاً خشية كتم العلم وقد رسخ في الناس فهم معنى الحديث.

أخي الشيخ عادل ... إني – والله شاهد – لك محبّ ولك ناصح وعلى نفسي وعليك مشفق , تأمّل في هذه المسألة ثم تأمّل كتب مقاصد الشريعة – مبحث المصالح والمفاسد – , وكذا انظر بتمعُّن في مسألة المعازف وكلام أهل العلم الذي يكاد أن يكون واحداً في ذمِّها والتشنيع عليها شرعاً وعقلاً؛ لما يترتّب على مقدِّماتها من نتائج وخيمة.

ختاماً ... أخي الحبيب الشيخ عادل ... اللهَ أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا وإياك مبارَكين أينما كنّا , إنه تعالى سميعٌ مجيب.

والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرسالة العامة

أما الرسالة العامة فهي كما سبق آنفاً إلى الذي يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء.

أولاً: أن يكون مقصدُ صاحب الرد مرضاةَ الله تعالى.

ثانياً: لغة العلم والنصح لا مكان في محيطها للألفاظ النابية والمبتذلة.

ثالثاً: من قبيح ما يكون في بعض الردود والتعاليق التعرض للأنساب والأقاليم قدحاً وتهكماً وازدراءً وهذا فيه لوثة من خصال أهل الجاهلية.

رابعاً: لا يلزم من صلاح النية صلاح العمل فقد يكون الراد سليم القصد لكنه ضعيف التحصيل العلمي فمثل هذا لا يشفع له صلاح نيته وسلامة قصده في أن يتكلم في مباحث العلم فعليه أن يمسك لسانه ويكسر قلمه وأن يسأل أهل العلم.

خامسا: الرد على قسمين: رد إجمالي ورد تفصيلي.

الرد الإجمالي: أن يحكي قول من يثق بعلمه ولا يزيد فيقول مثلاً: الشيخ فلان من العلماء المعتبرين وهو يفتي بخلاف ما تقول.

الرد التفصيلي: ويكون ذلك بمناقشة حجج القول الآخر وتفنيد تلك الحجج بعلم , ثم سياق أدلة القول الذي انتصرت له , مع مراعاة الأدب والنقاش وظهور قوة الحجة في الرد على أدلة القول الآخر.

أخوكم ومحبُّكم

عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان

المصدر:

http://www.a-alsadhan.com/

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:19 م]ـ

ما شاء الله , يقطر الأدب منه.

هدى الله الشيخ عادل ورده إلى الصواب.

ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:03 م]ـ

كلمات تتجلى فيها آداب النصح

ـ[خالد القعمري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:14 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب

ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:33 ص]ـ

ماشاء الله على هذا الأدب

جزاك الله خير على النقل الطيب

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 06 - 10, 08:56 ص]ـ

كلمات شيخ تأدب بأدب العلم.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:18 ص]ـ

بارك الله في الناصح وهدى الله المنصوح ..

كلام قليل مبارك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير