[ومات العلماء ..]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:26 م]ـ
ومات العلماء:
ما دورونا نحن عندما نسمع بموت العلماء، والأدباء، والكتاب الذين يغذون العقول، ويزكّون النفوس بالتعليم والتصنيف ونشر العلوم والآداب؟
البعض يفرط في الثناء، والرثاء، والحزن، والتأسف على موتهم فقط.
والبعض الآخر يقول: بضياع الدين والدنيا بعد موتهم.
والبعض يقف عند هذا الحد ولا يتجاوزه.
وهذا والله ليس هو حق الإسلام، ولا حق الأمة، ولا حق العلماء علينا.
صحيح أننا ـ والله يشهد ـ نحزن على فراقهم، ونتألم كثيراً على رحيلهم وبعدهم عنا وعن أمتهم، وتتضاعف المصيبة بهم في مثل هذا الزمان؛ لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وكَثُرَ الجهل والتشكيك والإلباس بين الناس.
وهذا الحزن يشتد أكثر وأكثر حينما نكون قد عرفنا هذا العالم أو عاصرناه، ولمسنا فضله واستفدنا علمه.
نعم: نترحم عليهم كما قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ عن بعض مشايخه: «ما لكم تأخذون العلم عنا وتستفيدون منا، ثم تذكروننا فلا تترحمون علينا».
ونرثيهم، ونذكرهم بالخير، ونجمع ونحي علمهم وآثارهم لكي تستفيد الأمة منها وتسير على خطاهم ومنهجهم في العلم والدعوة إلى الله ـ كما قال السخاوي: «من ورخ مؤمناً فكأنما أحياه»، ولاسيما وقد رحلوا بخير ما عندهم، ونعلم أن سبب فقد العلم موت العلماء. أن سبب قبض العلم موت العلماء، فإذا ذهب العلماء واتخذ الناس رؤساء جهالاً، وسألوهم وأخذوا بفتواهم، ضلوا وأضلوا، عياذا بالله.
لكن يجب أن نعلم أن دورنا عظيم، ويعظم عند رحيل العلماء خاصة، الأمة بحاجة إلى من يخلف هؤلاء العلماء، الأمة بحاجة إلى من يبين لها أحكام دينها، ويرفع عنها الجهل، ويقضي على رؤوس الجهل حتى لا يَضلوا ويُضلوا، الأمة بحاجة إلى علماء صادقين يخلفون هؤلاء العلماء كما قاموا هم ـ رحمهم الله ـ بالدور نفسه عندما خلفوا مشايخهم وعلمائهم في عصرهم ووقتهم.
فقد العلماء مصيبة على الإسلام والمسلمين لا يعوض عنهم إلا أن ييسر الله من يخلفهم بين العالمين فيقوم بمثل ما قاموا به من الجهاد ونصرة الحق.
وأضرب مثلاً قريباً، سمعت من بعض كبار السن أنه لما توفي الشيخ العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ حزن الناس، وقالوا: من بعد الشيخ ابن ابراهيم، فظهر سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ الذي ظهر علمه في العالم كله. وظهر غيره من إخوانه المشايخ ممن تتلمذ على يد الشيخ ابن ابراهيم.
وفي القصيم، لما مات الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي، لسان حال الناس يقول: من بعد الشيخ ابن سعدي، فظهر العلامة الشيخ صالح بن محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ الذي وصل علمه الآفاق. وظهر غيره من إخوانه المشايخ.
فالذي يجب على طلاب العلم الجد والاجتهاد في طلب العلم مع التقوى لله، و الصدق والإخلاص وكثرة العبادة لله، حتى يخلفوا هؤلاء المشايخ بخير، فإن حال الأمة اليوم يعج بالفتن وأهل الهوى، وممن يبغونها عوجاً.
فالموت الحقيقي للعلماء عندما يموت من يخلفهم من طلابهم طلبة العلم، حين يموت العلم بموتهم، موت العلماء وموت الفقهاء.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ الْأَوَّلُ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْآخِرُ، فَإِذَا هَلَكَ الْأَوَّلُ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْآخِرُ هَلَكَ النَّاسُ.
تفسير البغوي (4/ 327)
«ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك».
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن ييسر لهذه الأمة ما يحفظ به عليها دينها، وينصر به أهل طاعته، ويذل به أهل معصيته، إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا سليمان الجسمي ونفع بك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:28 م]ـ
كلمات في الصميم , أسأل الله أن يغفر لنا زلاتنا فيرفع همتنا في طلب العلم.
بارك الله فيكم شيخنا المقدام / ضيدان اليامي.
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنآ الفاضل
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:57 ص]ـ
بارك لله فيكم جميعاً
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المبارك ونفع بكم
نصيحة مهمة و نافعة
وحين قرأت هذه الكلمات
تذكرت عددا من العلماء الموجودون الآن وكيف أن الناس احتاجت لعلمهم وجهودهم
ومنهم على سبيل المثال
الشيخ عبدالكريم الخضير والشيخ محمد الشنقيطي والشيخ محمد المنجد وغيرهم
نسأل الله أن يكثر من أمثالهم وينفعنا بهم
¥