تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:11 م]ـ

أخي الكريم

هذا العلم من الصعب التمكن فيه ودليل ذلك قلة المعبرين في الماضي بل تجدهم يعدون على الأصابع، وكثرتهم في هذا الزمن دلالة على أنهم دخلاء على هذا العلم.

وما ذكرته عن يوسف الحارثي فهو من المخلّطين في هذا العلم وله آراء غربية في هذا الجانب منها على سبيل المثال دعوته لوضع مقرر في الصفوف الأولية لتعليم تفسير الأحلام.

وزعمه أنه من الممكن أن تأتي الرؤيا من كلمة واحدة فقط ومثّل لذلك بكلمة "قط" وأن المعبر يستطيع تعبير هذه الرؤيا بإضافة بعض الكلمات لها وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.

وكان في السابق المبرزين في هذا العلم هم العلماء فقط ثم حدث في هذا الزمن أن دخل فيه من ليسوا من أهل العلم فأساءو إليه.

وأما ذكرك للرجل العامي الذي يفسر الأحلام فما ذكرته من أمثله استطاع أن يفسرها فهي أمثلة من النوع السهل التي تحتوي على رمز واحد أو رمزين، فالرؤى تأتي على درجات منها السهل ثم الصعب ثم الصعب جداً وهكذا. فتفسيره لهذه الرؤى السهلة لا يعني أبدا أنه يستطيع أن يفسر جميع الرؤى وهي تأتي على درجات مختلفة من الصعوبة.

ولتقريب هذا للفهم فالطفل يدرس الرياضيات في الابتدائية، وتُدرّس هذه المادة أيضا في المتوسطة والثانوية والجامعة وفي مرحلة الدكتوراة، فلا يعني أبدا معرفة الطفل للرياضيات واستطاعته أن يحل بعض مسائلها أنه يعرف حلول مسائل الرياضيات في مرحلة الدكتوراة لكونه يصدق عليه انه درس وعرف بعض مسائل الرياضيات.

وكذلك هؤلاء الذين يفسرون الأحلام في الوقت الحاضر ويظهرون في وسائل الإعلام أغلبهم إن لم يكن كلهم اغتر بمعرفته في تفسير بعض الأحلام السهلة فظن أنه يعرف تفسير جميع الأحلام فاقتحم هذا العلم وأخطأ فيه، وهؤلاء -بعد استقراء أحوالهم وتفسيراتهم- خطؤهم أكثر من صوابهم.

أما ابتعاد طلبة العلم عن تعلم تفسير الأحلام فلا تثريب عليهم في ذلك لأن علوم القرآن والسنة وما يتعلق بها أفضل وأنفع للمسلم في حياته وآخرته، اضافة إلى أنه لا يوجد من العلماء الموثوقين من يدرّس هذا العلم ولأن معرفة هذا العلم أمر زائد عن العلوم الأخرى فهو متعلق بالأحلام التي معرفتها أو الجهل بها لا يتعلق بها أمر شرعي أو عقوبة شرعية.

والله أعلم

ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:02 م]ـ

بارك الله فيك أخي صالح.

اما قولك عن الشيخ يوسف،

وما ذكرته عن يوسف الحارثي فهو من المخلّطين في هذا العلم وله آراء غربية في هذا الجانب منها على سبيل المثال دعوته لوضع مقرر في الصفوف الأولية لتعليم تفسير الأحلام.

فأقول والله المستعان، (غربية) لعلك تقصد غريبة، والشيخ لم يدعو إلى تعليم الأطفال هذا العلم، بل الذي أعرفه، هو سعيه لإقرار الدبلوم العالي، وكتبه التي استند عليها، هي كتب أهل السنة والجماعة.

وقولك بارك الله فيك:

وزعمه أنه من الممكن أن تأتي الرؤيا من كلمة واحدة فقط ومثّل لذلك بكلمة "قط" وأن المعبر يستطيع تعبير هذه الرؤيا بإضافة بعض الكلمات لها وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.

ذكر ابن الجوزي في كتابه الأذكياء:

قال عيسى بن محمد الطوماري سمعت أبا عمرو محمد بن يوسف القاضي يقول اعتل أبي علة شهوراً فانتبه ذات ليلة فدعا بي وبأخوتي وقال لنا رأيت في النوم كأن قائلاً يقول كل لا واشرب لا فإنك تبرأ فلم ندر تفسيره. وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي علي الخياط حسن المعرفة بعبارة الرؤية فجئنا به فقص عليه المنام فقال ما أعرف تفسيره ولكني أقرأ كل ليلة نصف القرآن فأخلوني الليلة حتى أقرأ رسمي وأتفكر فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت على هذه الآية لا شرقية ولا غربية فنظرت إلى لا. وهي تردد فيها اسقوه زيتاً وأطعموه زيتاً، ففعلنا وكانت سبب عافيته.

فقد عبرها من كلمة وبدلالة من جهة القرآن والأمثلة كثيرة.

وقولك:

وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.

سبقه ابن قتيبة في تعبير الرؤيا، والشهاب العابر في البدر المنير، والإمام ابن القيم، في الزاد حين نقل عن شيخه الشهاب، وانه عبر من كلمة خلخالي (فإتهامك مردود بارك الله فيك)

قولك:

وكان في السابق المبرزين في هذا العلم هم العلماء فقط

بل كان فيهم نجارا وحجاما.

قولك:

حدث في هذا الزمن أن دخل فيه من ليسوا من أهل العلم فأساءو إليه

لعلك تذكر لنا الأسباب في نظرك.

قولك:

فالرؤى تأتي على درجات منها السهل ثم الصعب ثم الصعب جداً وهكذا

يعني انت تتفق معي انه علم فيه السهل والصعب ومضبوط بضوابط

قولك حفظك الباري:

لا يعني أبدا أنه يستطيع أن يفسر جميع الرؤى وهي تأتي على درجات مختلفة من الصعوبة.

فإمام هذا الفن ابن سيرين، كان يكثر مايقول اتق الله في اليقظة ولا يضرك مارأيت في منامك، ولايجيب بشيء، وكان يمسك أكثر مما يفسر

قولك:

.أما ابتعاد طلبة العلم عن تعلم تفسير الأحلام فلا تثريب عليهم.

ولكن كان له عواقب منها تصدر هذا الفن أناس ليسوا أهل له، وهذا العلم لايكلف شيئاً، بل تجد بعض طلاب العلم أنشغل مثلاً بعلوم لا أقول مكملة بل بعيدة عن العلم الشرعي، ومع ذلك لاتثريب عليهم، كالمنطق والفلسفة وغيرها ...

اما اهمية علم الرؤى او الأحلام، فلا أظنك تجهلها.

وبارك الله فيك على الطرح الممتع

والله يحفظكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير