تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله عن السبب فقال: إني أحبها قال: حبك إياها أدخلك الجنة] وهم حينما كانوا يطلبون منه أن لا يكرر هذا الشيء يلاحظون أن التكرار قد يمل بعض الناس فكان يقول لهم: (إن أعجبكم أممتكم وإلا فليؤمكم غيري) فذكروا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فأقره عليه السلام على ذلك بل قال: حبك إياها أدخلك الجنة] يمكن أن نأخذ من هذا الحديث أنه يشرع تكرار آية ما في الفريضة إذا كان ذلك يرضى الجماعة وليس سنة مضطردة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في الفرائض ولذلك كان ترداد هذا الإمام لـ (قل هو الله أحد) موضع استنكار من بعض أصحابه حتى وصل الأمر بالإمام أن يقول لهم إن أعجبكم هذا فأنا أؤمكم وإلا فلا) فلما ذكروا أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك وقال: [حبك إياها أدخلك الجنة] فيمكن أن نأخذ من هذا الحديث حكما خاصا بجماعه يقتدون بإمام قارئ مجود حسن الصوت يتغنى بالقرآن كما جاء في الأحاديث الصحيحة فلا يرضون به بديلا لكن قد يأخذون عليه مثل هذا الترداد فالجواب أنه يجوز إذا ما رضوا إمامته بسبب حسن تلاوته هذا آخر ما عندي من الجواب.

الشيخ العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

في الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة

ثالثاً / قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: يكره تكرار الفاتحة مرتين أو أكثر وتعليل ذلك أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والمكرر للفاتحة على وجه التعبد بالتكرار لاشك أنه قد أتى مكروها لأنه لو كان هذا من الخير لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كرر الفاتحة لا على سبيل التعبد بل لفوات وصف مستحب؟ فالظاهر الجواز مثل ن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا فهنا نقول لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك لو قرأها في غير استحضار وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعا وهو حضور القلب. الشرح الممتع 3/ 331

رابعاً / سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله:

يقول السائل / ما حكم ترديد بعض الأئمة لآيات الرحمة وآيات العذاب لتخشيع المصلين وإبكائهم؟ الخشوع؟ فإن بعض الأمة يرددون آيات الرحمة وآيات العذاب ثلاث مرات أو أربع مرات أو أكثر بقصد إبكاء المصلين فما مدى موافقة ذلك للسنة وهل أثر هذا عن السلف؟

الجواب / يجوز ترديد الآية للتدبر قال النووي في التبيان عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح الآية هي إن تعذبهم فإنهم عبادك رواه النسائي وابن ماجة.

وعن تميم الداري أنه كرر هذه الآية حتى أصبح {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] وذكر أن أسماء رضي الله عنها كررت قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] طويلا.

وردد ابن مسعود: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]

وردد سعيد بن جبير قوله {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281] وردد أيضا قوله {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} غافر: [70 - 71]

وردد أيضا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6].

وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16] رددها إلى السحر.

ومن هذه الآثار يعلم أن ترديد هذه الآيات الوعظية لتأثره بها وليس لتأثيرها في غيرها ولكن لا مانع من الأمرين.

ابن جبرين رحمه الله رقم الفتوى 7205 في موقعه الرسمي على الإنترنت

وسئل الشيخ ابن جبرين كذلك رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير