تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ ويبدو أن البقاعي قد اجتذب لصفه بعض العلماء فأيدوه وإن كانوا قلة فهو يقول عنهم " وأصحابي قليل "، ويذكر في تاريخه أنه كان معه قاضي القضاة الحنفية ابن الشحنة وابنه عبد البر والبرهان الديري والبرهان اللقاني وابن أمام الكامليه وقاضي الحنابلة.

وبعضهم وقف مع البقاعي لأسباب خاصة ربما لم يعلمها البقاعي، فقد كانت العلاقة سيئة بين ابن الشحنة وابن مزهر كاتب السر صاحب النفوذ الأكبر فى عهد السلطان قايتباى، وابن مزهر الأنصارى هو المؤيد الأكبر للصوفية لذا اختار ابن الشحنة قاضى القضاة الحنفية تأييد البقاعي ليكيد لكاتب السر وليظهر للسلطان قايتباي جهله في العلم وعجزه عن الرد على رسالة البقاعي. وأيد البرهان الديري البقاعي لأن الديري كان قد عزل عن قضاء الحنيفية إلا أنه كان يتمنى العودة للمنصب وفقا لما ذكره صديقه المؤرخ ابن الصيرفي، لذا كان يجادل الشيوخ ويتعاظم عليهم، ووجد في البقاعي وعلمه متنفسا لرغباته.

4 ـ وأولئك الذين كان لهم مآرب في الزوبعة التي أثارها البقاعي علا صوتهم مع البقاعي تأييدا له لأغراض خاصة، وبحكم مناصبهم فقد جعلهم المؤرخ ابن إياس – الذي جاء فيما بعد – قادة للهجوم على ابن الفارض، يقول ابن إياس فى تاريخه (بدائع الزهور):" كثر القيل والقال بين العلماء في القاهرة في أمر عمر بن الفارض وقد تعصب عليه جماعة من العلماء بسبب أبيات قالها في قصيدته التائية .. وصرحوا بفسقه بل وتكفيره ونسبوه إلى من يقول بالحلول والاتحاد وكان رأس المتعصبين عليه برهان الدين البقاعي وقاضي القضاة ابن الشحنة وولده عبد البر ونور الدين المحلى وقاضي القضاة عز الدين المحلى وتبعهم جماعة كثيرة من العلماء يقولون بفسقه ".

5 ـ وخطط الشيخ عبد الرحيم الفارضي شيخ الطريقة الفارضية لقيام مظاهرة ضد البقاعي تبدأ بحفلة ذكر، ثم تسير في الشوارع لتجتذب العوام، ثم تذهب إلى بيت البقاعي ليبيحوا للعوام أن ينهبوه، ثم يفعلون نفس الشيء مع أصحاب البقاعي، وكاد ذلك يحدث لولا أن خافوا من تطور الأمور في غير صالحهم.

ثم فكروا في حيلة أخرى فأشاعوا أن البقاعي قد أفتى بتكفير من يسكت عن تأييده، وبذلك جعلوا الشيوخ المحايدين ينقلبون على البقاعي، وكان منهم الشيخ زين الدين الاقصرائي، ونجحوا أيضا في إثارة طلبة الجامع الأزهر ضده حتى كان البقاعي يخشى أن ينفذوا تهديدهم ويحرقوا بيته، ونجحوا في الضغط على كاتب السر ليعلن تأييده لهم، وحاول كاتب السر بن مزهر بدوره الضغط على أتباعه من العلماء ليفتوا بتأييد الصوفية وشيخهم ابن الفارض.

وحاول البقاعي الاجتماع بكاتب السر فلم يستطع، وحاول الوصول إلى الأمير الكبير يشبك أو من يليه فلم يستطع.

6 ـ وفي تلك الأثناء تتكاثر المنامات التي يشيعها الصوفية ومنهم المؤرخ ابن الصيرفي وزكريا الأنصاري، الذى حصل على لقب شيخ الاسلام فيما بعد حين أصبح زعيم الفقهاء فى القرن العاشر الهجرى مع مستواه العلمى البائس.

وتلك المنامات المصنوعة كان لها تاثير قوى فى الناس وقتها إذ كانت تتمتع بالتصديق و التقديس طالما رآها شيوخ يعتقد الناس فى ولايتهم. وكانت تلك المنامات المزعومة تتحدث عن خروج ابن الفارض من قبره وشكواه ممن يعترض عليه. وبسبب تلك المنامات اشتعل الجو بالغضب على البقاعي، ولكنه صمد في هذه الحرب النفسية لتهديد الصوفية وزعيمهم كاتب السر وصمد أمام محاولات بعض أصدقائه معه ليرجع عن أرائه بالوعد والوعيد.

7 ـ ثم بدأ الميزان يعود لصالح البقاعي بعد ذلك الصمود فكاتب السر رأي في النهاية أن يلتزم الحياد خوفا على منصبه، وطلب الاجتماع بالبقاعي، وهنا اشترط البقاعي أن يكون ذلك الاجتماع في خلوة، فخشي الصوفية أنه إذا اجتمع بالبقاعي فيصبح ضدهم لذلك سعوا في تعطيل ذلك الاجتماع ثم منعه، واستمر البقاعي في مسجده يهاجم معتقدات خصومه، وتكاثر الناس عنده، وما لبث العوام أن انقلبوا إلى صفه بعد أن كانوا من قبل أشد أعدائه لأنهم رأوه يستمر في دعوته بينما عجز خصومه عن الرد عليه.

بعض تفصيلات من تاريخ البقاعى المخطوط:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير