* وقال الإمام الذهبي (ت: 748): «الإمام , الحافظ , الجوَّال , الرحَّال , ذو التصانيف , أبو الفضل بن أبي الحسين , ابن القيسراني، المقدسي , الأثري , الظاهري , الصُّوفي , ... سمع بالقدس , ومصر، والحرمين , والشام، والجزيرة , والعراق، وأصبهان , والجبال، وفارس , وخراسان، وكتب ما لا يوصف كثرةً بخطِّه السريع القويِّ الرفيع، وصنَّف وجمع، وبرع في هذا الشأن، وعُنِيَ به أتمَّ عناية» وقال: «الحافظ , العالم , المُكْثِر , الجوَّال ... »
وقال: «الحافظ، ذو الرحلة الواسعة والتصانيف والتعاليق , ... وكان من أسرع الناس كتابةً , وأذكاهم , وأعرفهم بالحديث , والله يرحمه ويسامحه»
وأورده في «ذكر من يُعْتَمَد قولُه في الجرح والتعديل»
* وقال الحافظ ابن كثير (ت: 774): «سافر في طلب الحديث إلى بلادٍ كثيرة، وسمع كثيرًا، وكانت له معرفةٌ جيدةٌ بهذه الصناعة , وصنَّف كتبًا مفيدة , ... وقد أثنى? على حفظه غيرُ واحدٍ من الائمة»
* وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت: 842): «كان حافظًا , مُكْثِرًا , جوَّالًا في البلاد , كثير الكتابة , جيِّد المعرفة , ثقةً في نفسه , حسن الانتقاد , ولولا ما ذهب إليه من إباحة السَّماع لانعقد على ثقته الإجماع»
* وقال تقي الدين المقريزي (ت: 845): « ... صاحب التصانيف المشهورة , أحد الرحَّالين في طلب الحديث , حافظٌ له»
أما المآخذ عليه فيهمنا منها الآن:
التصوف: ولم يكن هو التصوف الحلولي الغالي،ولا كان التصوف الشركي كحال الهيتمي الذي نقلتم طعونه في ابن طاهر.
وأما تجويزه للملاهي والسماع:فهذا خطأ علمي يرد بالحجة والبرهان ومثله خطئه في رواية المكذوبات وهذا وقع لمن هو أجل منه ولا يقال أن هذا يقدح في عدالته كما بغى الهيتمي، كما أنه لم يقدح هذا في عدالة كثير من العلماء الذين يروون المكذوبات من غير تعمد.
كما أن مجرد تجويز المعازف لا يقدح في عدالة المجوز كما لم يقدح في عدالة من جوزها من الفقهاء كابن حزم وغيره.
وتأمل فقه الذهبي في حديثه عن إبراهيم بن سعد وهو قبل ابن حزم بقرون: ((إبراهيم بن سعد , من أئمة العلم , وثقات المدنيين , كان يجوِّز سماع الملاهي , ولا يجدُ دليلًا ناهضًا على التحريم , فأدَّاه اجتهادُه إلى الرخصة , فكان ماذا؟!» , ثم ساق بعض ما قيل في حفظه وروايته , ثم قال: «قلت: اتفق أربابُ الصِّحاح على الاحتجاج بإبراهيم بن سعد مطلقًا».
((ولا أعلم أحدًا من الأئمة تكلم فيه من جهة مذهبه في سماع الملاهي)).
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:55 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا فهر
قد حكى الاجماع في هذه المسألة أكثر من خمسين عالما - كما قال الشيخ الطريفي-
واريد مثالا واحدا فقط لإجماع معتبر عندك بالشروط التي اصلتها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك ..
لم أنف أنا هذه الحكايات ولا أنه يمكن الاحتجاج بها، وإنما البحث في زمنها وفي ثبوتها وفي رتبة هذا الاحتجاج ..
والغرض من تلك المباحثة الاحتياط في حكاية هذا الإجماع والنزول برتبته عن أن يكون قاطعاً للنزاع أو على الأقل: عدم إطلاق القول به من غير تنبيه لاحتمال وجود المخالف بل ولوجود المخالف بالفعل في أزمان سابقة على المردود عليه أما رتبة هذا النزاع المتأخر وقول المحتج بالإجماع القديم المثبت له أن هذا القول بالجواز سيكون غير سائغ = فهذا لا حرج فيه عندي وأراه وجهاً من النظر معتبر ..
هذا هو غرض تنبيهي كله فليتأمل ..
ولم أؤصل أنا لشروط للإجماع أصلاً،وليس بحثنا في شروط الإجماع ..
أما احتجاجي بالإجماع وأمثلته فهذا أكثر من أن يحصر، وأوله إجماعات مسائل الاعتقاد كلها رغم وجود الخلاف فيها، ومنه إجماعات كثيرة في الفقه تجده مبثوثة في مواضيعي وتجد مجادلتي عنها مع من لا يحتجون بالإجماع ..
وسأكتفي بهذا القدر من البيان؛ فلا أحب أن أُضيع غرض صاحب الموضوع منه، ولا أن أُضيع غرض الإدارة من تثبيته ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
وأنا أتمنى أن يقف النقاش أيضا .. لأن الخلاف -فيما يبدو- بيننا في منهج الاستدلال .. وإذا كانت هذه نظرتك للإجماع فأظن أننا سنصل إلى طريق مسدود ..
¥