تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رد الشيخ سعود الفنيسان على فتوى الكلباني]

ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:24 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد:

لقد اطلعت على ما كتبه الأخ الشيخ عادل بن سالم الكلباني وفقني الله وإياه إلى كل خير- حول إباحة الغناء إباحة مطلقة بل إنه عنون لكتابته هذه والتي سماها رسالة بـ (تشييد البناء في إثبات حل الغناء) فهل آلمه انحسار التسجيلات الغنائية حين زاحمتها التسجيلات الإسلامية في كل حي وشارع فأراد أن يشيد بناء الأولى على حساب الثانية أو يعطي تعادلا بينهما؟!! وهل راعه وأحزنه رجوع وتوبة عدد من المغنيين والفنانيين – رجالا ونساء- والتزام عدد من المغنيات بالحجاب الشرعي. فأراد أن يُطمئن من لا يزالون يمارسون هذه المهنة المشبوهة أن يبقوا على ما هم عليه فإن فعلهم وكسبهم حلال لا شبهة فيه!!!

وأنا أعرف أبا عبدالإله الشيخ عادل- حافظا للقرآن الكريم مجودا له مقرئاً بالقراءات السبع مثقفا خلوقا بشوشا ولكني لم أعهده ولا غيري- مفتيا بالحلال والحرام بل كان إذا سئل عن حكم فقهي أحال السائل إلى أحد المشايخ وطلاب العلم المعروفين. ولكن ما لذي حصل؟! لا أدري ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأحسن به الظن فربما كان هذا منه ردة فعل وغضبة مضرية بسبب من أساء إليه ونصحه بالتوجه إلى سوق الخضار وتمنى له أن يسجن أو يقطع لسانه!!.

ومع هذا أقول للاثنين: ما هكذا يا سعد تورد الإبل!

أما أنا فالشيخ عادل عندي - أخ كريم وصديق عزيز ستبقى محبتي له رغم اختلافي معه فإن الحق ضالة كل منصف.

ولما أعدت قراءة رسالته وجدته قد وقع في أمر مريج خلط فيه ولبط وقرأ فقمّش وعندما كتب ما فتّشْ فخلط جهالة بجهالة، فجاء حكمه – بإطلاق إباحة الغناء- غِثّا على إبّاله. وكل من تعجل أوخاض في فن لا يحسنه أتى بالعجائب والغرائب!!.

- لقد أصاب الشيخ بقوله: إن الله خلق في الإنسان غريزة حب الجمال والكون وما فيه يُسر برؤية كل جميل ويطرب لسماع الأصوات الحسنة.

بل وكل ما شرعه الله من أحكام يتفق مع ما أودع الله في الإنسان من غرائز ولعل في حديث: (إن الله جميل يحب الجمال ... ) إشارة جلية لهذا. فنحن نحب كل جميل أباحه الله لأن الله جميل يحب الجمال.

غير أن قول الشيخ عادل: (الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس) هذا غير صحيح وإن قاله بعض أطباء الفلاسفة كابن سيناء. قالوه يريدون به ارتياح النفس وتلذذها به لا غير، ولا يقصد بحال أن الصوت يجري حقيقة في الدم!. ثم لو صح ذلك في الطب القديم فإن الطب الحديث يكذبه وينفيه لأن حسن الصوت وضده أمر معنوي لا يمكن يقاس تشخيصه بالآلة والمجهر بخلاف الصوت يمكن قياسه.

- وقال من دلائل إباحة الغناء: (أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا على تحريم الغناء) قلت: إن التبويب أمر اصطلاحي لا يتوقف عليه الحكم وإنما يؤخذ الحكم من نصوص الأحاديث في كتب السنة ومدوناتها والتي لا تخفى على كل طالب علم. ثم إن عدم الوجود لا يكون دليلا على العدم عند العقلاء.

- وقال أيضا من أدلة إباحته: (إن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه. وكل ما أراد الله أن يوسع للناس .. جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر بل إن من أوضح الأدلة على إثبات حل الغناء أن الشرع لم يحرمه نصا مع أن الله حرم أشياء لم بكن العرب يعرفونها كالخنزير والشرب في آنية الذهب والفضة .... ) قلت: هذا من أمحل المحال وأبطل الباطل حيث يلزم أن كل ما لم ينص الله على تحريمه بنص جلي فهو جائز والخلاف فيه معتبر!!!. فهذه الخمر قد نص الله على تحريمها بنص لا جدال فيه ومثلها النص على تحريم أكل لحم الخنزير، دون شحمه وعظمه! فهل يجوز أن الشحم والعظم جائز وهل يقال أن الحشيش والأفيون وسائر المخدرات جائزة لأنها لم تذكر في القرآن والسنة وهل يقال إن الخلاف فيها – على فرض وقوعه- معتبر؟!! و القول بأن الخنزير حرم و العرب لا تعرفه ومثله الشرب في آنية الذهب والفضة. فهذا القول غير صحيح يدل على جهل قائله بتاريخ العرب وعلاقتاهم بجيرانهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى والوثنيين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير