فائدة: حديث فتنة الأحلاس قد يكون موضوعاً!
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[19 - 04 - 03, 07:41 م]ـ
قال الإمام أبو داود في سننه: حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا أبو المغيرة حدثني عبد الله بن سالم حدثني العلاء بن عتبة عن عمير بن هاني العنسي قال سمعت عبد الله بن عمر ثم يقول كنا قعودا ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الأحلاس قال هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده.
هذا الحديث من الأحاديث المشهورة المذكورة في كثير من كتب أشراط الساعة، وسنده في الظاهر صحيح، ولذلك صححه بعض المتأخرين من العلماء مثل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
لكن العلامة الألباني رحمه الله على سعة إطلاعه وعلمه لم يتنبه إلى قول أحد خبراء علم العلل عن هذا الحديث بالذات.
في العلل لابن أبي حاتم 2/ 417 يقول ابن أبي حاتم نقلاً عن أبيه بعد ذكره للحديث (روى هذا الحديث ابن جابر عن عمير بن هانئ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسل، والحديث عندي ليس بصحيح كأنه موضوع).
فيرى أبو حاتم رحمه الله أنّ الحديث روي أصلاً دون ذكر (عبد الله بن عمر) وإنما الرواية عن عمير بن هانئ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد حكم على الحديث بأنه ليس بصحيح كأنه موضوع.
وقول العلماء المتقدمين مقدم عادة على قول المتأخرين لأنهم أقرب عهداً ومعرفة وإتقاناً بعصر الرواية والتدوين، خصوصاً أنّ ما يميز منهج المتقدمين على منهج المتأخرين هو الاهتمام الكبير بعلل المتن كما هو معلوم.
ولهذا أكتفي بالقول: حديث فتنة الأحلاس قد يكون موضوعاً وفقاً لما قاله أبو حاتم.
والحديث يذكر فتن متعاقبة ستنزل بأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كفانا الله وإياكم شرها.
أما إذا صح الحديث فيبقى التساؤل قائماً (هل من الممكن أن يتضمن الحديث شيئاً عن الفترة التي تعيشها الأمة الآن وما بعدها، وخصوصاً قول النبي عليه الصلاة والسلام (ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 04 - 03, 01:57 ص]ـ
أحسنت وفقك الله.
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[20 - 04 - 03, 10:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب.
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[20 - 04 - 03, 09:13 م]ـ
ياسلا م
هذا العلم الذي نريد
أحاديث مشهورة بالصحة عند المعاصرين وهي معلولة عند السلف
ولكن ظلت العلة خافية عند المعاصرين
فهي بحاجة الى طالب علم ك< محمد الشافعي> وغيره
يستخرجونها من المصادر السلفية
ولله در ابن المديني حينما قال
ننتظر المزيد
وحبذا لو كان موضوعا مثبتا
ـ[قطوف]ــــــــ[22 - 04 - 03, 01:29 ص]ـ
شكرا لك أخي على هذا النقل ..
ولكن في نظري أن التعجل بنقل الحديث من الصحة إلى الوضع أمر ليس بهذه السهولة .. ولا يكتفى بمجرد نقل قول أحد الأئمة المتقدمين حول الحديث .. بل لا بد من زيادة البحث والتحرير ... ولا نجعل الأمر اختلافا بين متقدم ومتأخر .. بل نجعله بين متقدم ومتقدم .. أي بين أبي داود وأبي حاتم .. ولك تحياتي ...
ـ[عبد الرحمن عابد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك لك ونفعك بعلمك وجعلك من العاملين