تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وإذا كان علة تحريم الخمر إزالتها للعقل فإن علة تحريم الغناء إفضاؤه لموت القلب والروح والوقوع بالفاحشة فالسكر بالغناء إذا أُشربه القلب أعظم من شرب الخمر. فإن سكر الشراب يستفيق صاحبه بعد زمن يسير ومن أُشرب قلبه بالغناء فقد لا يفيق. وما أجمل قول ابن القيم رحمه الله حيث قال (فلو سألت الطباع ما لذي خنّثها وذكورة الرجال ما الذي أنّثها لقالت: سل السماع- الغناء- فإنه رقية الزنا وحاديه .. والداعي إلي ذلك ومناديه) ا-هـ.

- وقال الشيخ عادل أيضا: عن العلماء عامة وأهل هذه البلاد خاصة إن فتواه في الغناء هذه: (كشفت عوار أمة تحمل لواء النص وتزعم إتباعه وتنهى عن التقليد ثم تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص .. !) أقول: سبحان الله إن هذا لبهتان عظيم!! كأني به يرى فتواه التي صدم بها أهل الحق من أمته ومجتمعه هي بداية الاجتهاد والصحوة وترك التقليد ليس بعد هذا غرور أو تعالي!! ألا يدري أنه لا يوجد عالم مطلق ولا جاهل مطلق فالعلم والجهل نسبي وأن ما من مجتهد إلا هو مقلد لمجتهد آخر أعلم منه.

- وقال أيضا (إن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم مصابون بجرثومة التحريم فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقوا باب الحلال وأوصدوه بكل رأي شديد تعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد .. ) قلت: يا سبحان الله أوصلت بك الحال- يا أبا عبدالإله إلى هذا!! إن من يخالفك يبادلك بمثل قولك: إن قرائنا ومثقفينا مصابون بجرثومة التحليل وإشاعة الفتن وتتبع الشواذ من الأقوال والفتاوى فلا يقر لهم قرار ولا يرتاح لهم بال حتى يميعوا الدين و يشككوا الناشئة في دينهم ويزعزعوا في الناس ثقتهم بأئمتهم وعلمائهم – فعلوا هذا حين تصدروا للفتوى قبل أن يُصدروا وتزببوا قيل أن يحصرموا!!

- وقال أيضا (الذي أدين الله به هو أن الغناء حلال كله حتى مع المعازف ولا دليل يحرمه من الكتاب ولا السنة. وكل دليل استدل به المحرمون لا ينهض بالتحريم وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح ولا بد من الصحة والصراحة لنقول بالتحريم) قلت: كلامه هذا إن كان يقصده فهو خطيرا لأن جملة (الغناء حلال كله حتى مع المعازف) جملة مطلقة تعني أنه لا يمانع أن يكون الغناء بالفحش وبأصوات النساء والمردان مما يثير الشهوة وهذا هو الغناء الذي يمارس في وسائل الإعلام اليوم والذي يتبادر إلى ذهن كل سامع وقارئ لإطلاقك حل الغناء حتى مع المعازف يفهم منها حل أغاني فيديو كليب بما فيها من الفحش والقذارة والجنس الهابط السخيف!!

- إن الغناء المحرم يتعاطاه فئتان من الناس قديما وحديثا. فئة تجيزه وتمارسه على وجه من اللعب والمتعة واللهو والمجون وقضاء الوقت. وفئة تمارسه وتستجيزه على وجه أنه قربة لله تتقرب به إليه. وهؤلاء هم طائفة الصوفية وأهل الكلام في كل زمان ومكان وهذه الفئة أخطر من الأولى وذلك أن الصوفية أهل حفظ وتلاوة للقرآن وزهد وعبادة. والإحداث والابتداع في الدين أعظم من ارتكاب المعصية باللهو والمتعة

- إن تحريم المعازف وهي جمع معزوفة وتشمل جميع الآلات الموسيقية المعروفة اليوم و تطلق المعازف أيضا – على أصوات الملاهي فالمعازف محرمة بنص حديث أبي مالك الأشعري في صحيح البخاري (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .. ) والاستحلال فسره شراح الحديث بأمرين:

1) بالاعتقاد أن هذه الأمور المذكورة حلالا. أو 2) هو مجاز عن الاسترسال في مباشرة هذه المحرمات كالاسترسال في مسائل الحلال.

ومما يدل على تحريم الغناء ولو كان مباحا إذا استخدمت فيه آله العزف حديث عائشة عند البخاري: (لما دخل أبو بكر يوم العيد على ابنته أم المؤمنين وعندها جاريتان تغنيان بيوم بعاث فانتهرهما قائلا: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله؟! فقال الرسول: دعهما يا أبا بكر ... ) والاستدلال: على التحريم من وجهين الأول: حيث جعل استحلال المعزفة بمنزلة استحلال الخمر. والثاني: إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر تسميته المعازف بمزمار الشيطان. ولم ينكر عليه هذه التسمية في حين أنكر عليه نهره للجاريتين معللا بأنه يوم عيد فقال: (إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا) وفي رواية: (دعهما ليعلم الناس أن في ديننا فسحة) فإقراره وقوله تشريع ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير