والعام واستدلال المجيزين من أشد الجهل حيث احتجوا ما ليس لهم به حجة إذ عامة حججهم إمام تشبيه الشيء بما ليس بمثله وأما قياس فاسد. كجعل الخاص عاما كإباحة الغناء).
- ولم يثبت إباحة الغناء عند أحد من التابعين إلا عند اثنين فقط هما – إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف (ت183هـ) وعبيد الله بن الحسن العنبري (ت168هـ) وكانا يسمعانه من جواريهما ولا يجمعان الناس عليه قاله شيخ الإسلام بن تيميه في كتابه (الاستقامة).
- أما ما ذكره المبيحون للغناء أن الأئمة الأربعة يجيزون الغناء فهذا من أعظم الكذب والافتراء فحاشاهم عن ذلك قال ابن القيم في كتابه (الكلام في مسألة السماع): (فأبو حنيفة وأصحابه من أشد الناس في تحريمه والنهي عنه فهذا أهل بلده وأصحابه سفيان الثوري وحماد بن أبي سليمان وقبله عامر الشعبي وإبراهيم النخعي- لا خلاف بينهم في ذلك. إلا ما يروى عن عبيد الله بن الحسن العنبري فإنه لا يرى به بأسا لكن ليس على صفة ما يفعله الفساق من الصوفية وأمثالهم.
وهذا الإمام مالك لما سئل عن السماع – الغناء- قال: لا يجوز قيل فإنهم بالمدينة يسمعون ذلك قال: إنما يسمع ذلك عندنا الفساق قال الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال) أهو حق؟ قال السائل: لا.
وهذا الإمام الشافعي قال: إن الغناء لهوٌ مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فإنه سفيه ترد شهادته. وقال أيضا: صاحب الجارية – المغنية- إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته وأخاف أن يكون ديوثا. وقال: خرجت من بغداد وخلفت بها شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه (التغبير) يصدون الناس به عن القرآن.
أما الإمام أحمد بن حنبل ففي مسائل ابنه عبد الله قال سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب. لا يعجبني. وسئل الإمام أحمد عن حديث عائشة وغناء الجاريتين عندها. إيش هذا الغناء؟ قال: غناء الراكب:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحيكم.
ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم.
ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم) ا. هـ
- أما ابن رجب فكيف ينسب إليه جواز الغناء ورسالته (نزهة الأسماع في مسألة السماع) كلها تطفح بتحريمه؟! وكيف هذا وهو يقول في رسالته (أعلم أن سماع الغناء يضاد سماع القرآن من كل وجه فإن القرآن كلام الله ووحيه ونوره الذي أحيا بها القلوب الميتة وأخرج به العباد من الظلمات إلى النور. والأغاني وآلاتها مزامير الشيطان فإن الشيطان قرأنه الشعر ومؤذنه المزمار ومصائده النساء كما قال قتادة وغيره من السلف وفي الجملة فسماع القرآن ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء البقل وسماع الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء البصل ولا يستويان حتى يستوى الحق والباطل!)
- وفي الختام فإني أدعو لأخي الكريم الحافظ والمقري لكتاب الله الشيخ عادل الكلباني أن يتأمل الآيات الكريمة التي استدل بها المانعون لسماع الغناء وتفاسير الصحابة والتابعين لها و أنصحه بالرجوع إلى الحق والأخذ بأقوال الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من الأئمة المتبوعين وأن لا يفتح على الناس باب فتنة يبؤ بإثمها وكما ادعوه أن يقف طويلا متأملا هذه الآية خاصة – وهو القارئ الحافظ: (ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) وليتذكر قول رسول الله من حديث أبي مسعود الأنصاري في صحيح مسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وقول حذيفة بن اليمان: (يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم فو الله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم بعيدا).
- يا شيخ عادل: علم الله أني ما كتبت هذه الأسطر إلا نصيحة لك لما رأيت الفتنة المستطيرة التي سببتها فتواك بين الناس عامة والشباب خاصة. و والله لأن أكون أنا وأنت وكل طالب علم ذَنبا في الحق خير أن نكون رؤوسا في الباطل. والرجوع إلى الحق فضيلة والإصرار على غيره رذيلة.أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق آمين. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد.
كتبه
أ.د/ سعود بن عبد الله الفنيسان.
الأستاذ بجامعة الإمام وعميد كلية الشريعة بالرياض- سابقا.
15/ 7/1431هـ
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
رد جميل
أسأل الله ان ينفع به
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:28 م]ـ
حياك الله و بارك فيك
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:29 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525