[نصيحة الشيخ عبدالله بن صالح القصير لمن أباح الغناء]
ـ[عبدالمجيد القاسم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة لفضيلة الشيخ العلامه / عبدالله بن صالح القصير - حفظه الله - يرد فيها على من قال بإباحة الغناء , وأترككم مع كلمة فضيلته ... وهي من موقع فضيلته:
((الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء عزة وحكمًا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي مَن يشاء فضلاً، ويضلُّ مَن يشاء عدلاً، ويحول بين المرء وقلبه، وقد يزيغ قلب العبد بشؤم كَسبه.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله المنزَّل على قلبه القرآن العظيم، المضاد للألحان والمزامير، والمتوعِّد لأهلهما بالعذاب المهين والأليم.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان، الذين كانوا أغلظ الأمة على أهل الفسق، وأشدهم عليهم بالصدع بالحق، وأبعدها عن مداهنة الخَلْق.
أما بعد:
فإنه من الثابت المعلوم لدى عموم المسلمين: ما قرَّره أئمَّة الفقه في الدِّين، من حرمة الغناء وآلاته في الجملة، وأن أهل هذين المزمورَيْن مغموطون بالفسق والنفاق في السنَّة، وعلى ألسنة خيار الأمة، من لدن الصحابة والتابعين، وتابعيهم وأئمة الهدي والدين، من بعدهم وصالحي عامَّة المسلمين، إلى يومنا هذا، حتى ظهرت مقالة في أعقاب الزمن تُحِلُّ ذلك العَفَن، مخالِفةً لما عليه سلف هذه الأمة، الذين هم على خير هدي وسَنَن.
ومما استُدِلَّ به على تحريم الغناء وآلاته:
قوله تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ? [لقمان: 6 - 7]. وقد اشتهر عن أبن مسعود رضي الله عنه - وهو مَنْ هو في العلم بكتاب الله تعالى ومًراده، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه- قوله - رضي الله عنه - بعد أن تلا هذه الآية: "والله الذي لا إله غيره؛ إن هذه الآية في الغناء"! ثم قال: "الغناء يُنبِت النفاق في القلب، كما يُنبِت الماءُ الزرعَ".
ومما استدل به -كذلك -:
تفسير بعض السلف صوت الشيطان في قوله تعالى: ? وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ? [الآية من سورة الإسراء] بأنه الغناء والمزامير.
ومن أدلة تحريم الغناء وآلاته:
ما خرجه البخاري - رحمه الله - في "صحيحه" معلقًا مجزومًا به، وخرجه أئمة غير البخاري - رحمهم الله - مرفوعا صحيح الإسناد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف"؛ الحديث. والاستحلال إنما يكون للشيء المحرَّم المعلوم التَّحريم، والحديث سِيقَ مَساق الخبر عمَّا سيكون في المستقبل، مع التحذير والذمِّ والوعيد لمُحِلِّه ومُسْتَحِلِّه.
في جملة أدلَّةٍ من الكتاب وصحيح وصريح السنة، وأثارٍ مستفيضة مشهورة معلومة عند فقهاء الأمة، تتضمن هذا المعنى بصريح العبارة أو واضح الإشارة، تلقاها أهل العلم بالقَبول، والاستدلال بها، والرَّدِّ على المخالِف.
والكلام المنقول عن السَّلف الصَّالح من الصحابة والتابعين، وأئمة الفقه في الدِّين، في ذمِّ الغناء وأهله وآلاته، وبيان مُضَادَّتهما للوحي المُنَزَّل، وهدي النبي المُرسَل، والإمام المُكَمَّل، صلى الله عليه وسلم – مستفيضٌ، تُغني شهرته عن ذِكره، فمن أراده وجده مَظَانّه، وإن عجز فليسأل أهل الفُتيا عمَّا أشكل عليه.
¥