مصداقاً لما رواه الإمامان البخارى ومسلم فى صحيحهما من حديث حذيفة بن اليمان قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ .... " فها هو قد اصابنا الدخن من هذا وأمثاله.
وأعاهد الله السميع البصير ألا أنقده إلا نقضاً علمياً بناءً حسب قواعد وأصول العلوم الشرعية التى أصلها علماء أمتنا العظام، وألا أبغى من وراء هذا النقد إلا وجه الله سبحانه وتعالى، وصحبة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الآخرة.
عامة ما أجده فى كتاباته هو من قبيل الكذب المتعمد الذى قال عنه صلى الله عليه وسلم كما رواه جمع من الصحابة منهم أم المؤمنين عائشة وأبو هريرة وابن عمر وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين حيث قال:
" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ".
لماذا وصفتُه بالكذب؟
وسبب وصفى له بالكذب أنه يستوى من أدخل شيئاً فى الشرع، وهو ليس منه، مع من أنكر ما هو معلوم منه. فقديماً كان الكذابون يضعون أحاديثاً من بنات أفكارهم وينسبونها للنبى صلى الله عليه وسلم، وإنى لأرى أن فعل صبحى منصور أسوأ من فعلهم، ذلك أنهم كانوا أقصى ما ينشدونه جمع المال من وراء هذا، ورغم هذا فإنهم لم ينكروا شيئاً من الدين، أما هذا فإن فعله يؤدى إلى إلغاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة. فسواء – فى الشرع - من أدخل فيه ما ليس منه ومن نزع منه ما هو ثابت فيه، فكلاهما أخل بالشرع الحنيف والمفاضلة التى عقدناها بينه وبين سابقيه هى مفاضلة بين سئ (الكاذبين السابقين) وأسوأ (الكذاب الحالى).
ناهيك عن التدليس المحرم والجهل الطافح بالدين وأصوله وقواعده وعلومه.
فرغم أن جمهور العلماء والمحدثين والحفاظ على أن التدليس بمعناه الاصطلاحى فى علم الحديث ليس حراماً ولا مخالفاً للشرع ولكنهم ذموه غالباً، ولكن تدليس أ. صبحى م. أسواً من تدليس كل من عرفناهم حتى أولئك الذين يدلسون تدليس التسوية وهو شر أنواع التدليس،
والتدليس قديماً كان له عدة أسباب منها أن يكون محاولة من الراوى أن يقلل عدد رجال الإسناد حتى يصل إلى ما يعرف بالإسناد العالى فيقل عدد الرواة بينه وبين النبى صلىالله عليه وسلم فبدلاً أن يروى عنه بستة يروى عنه بواسطة خمسة أو أربعة وهكذا.
ولكن تدليس صبحى منصور هذا شر وأسوأ من ذاك التدليس، فرغم أنهم كانوا يدلسون إلا أنهم كانوا فى مرحلة إثبات السنة أما تدليسه هو فمن جنس نفى السنة.
وسوف أبين – إن شاء الله تعالى – هذه الأمور الثلاثة من خلال نقضى لمقاله هذا وأبين ثلاثة أمور:
1 - كذبه المتعمد.
2 - تدليسه المحرم.
3 - جهلة الشنيع بالدين.
والله المستعان.
======
يبدأ مقاله (الإسناد والحديث) بإيراد قصة عن أحد الشعراء وكذبه فى رواية الحديث ويدعى – بناءً على قصة ذلك الكذاب – أن إسناد الحديث هو الذى أدى إلى تغييب عقل أمة الإسلام طوال هذه القرون، حتى جاء هو ليفيق الأمة من غيبوبتها.
- والقصة التى أوردها عن ذلك الكذاب فى بداية مقاله نحن أيضاً نستدل بها على انتشار الكذابين ومحاولات البعض للوضع فى الحديث لأغراض كثيرة فى أنفسهم، ولهذا السبب استعمل الله سبحانه وتعالى من هذه الأمة من يذب عنها أمثال ذلك الكذاب فأوقف الجهابذة أنفسهم وأوقاتهم وأموالهم وكل جهدهم للدفاع عن هذا الدين والحفاظ على سنة النبى صلى الله عليه وسلم.
وعندما يلقى شبهة أن الإسناد هو الذى يغيب عقول الناس ويجعلهم سكارى غائبين عن الوعى، فإن فى هذا الافتراء ما يكفى لهدم دين الإسلام جملة وتفصيلاً لعدة أسباب:
¥