تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - أن فى هذا رد كامل لدين الإسلام ولمصدريه التشريعيين الأساسيين ألا وهما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ذلك أن كليهما قد نقل إلينا بإسناد فالقرآن جاءنا بالإسناد كما جاءتنا السنة بالضبط، والفارق بينهما أن القرآن جاء كله متواتراً، أما السنة فقد جاء بعضها متواتراً وبعضها آحاداً. يعنى أن كليهما (القرآن والسنة) يشتركان فى خاصية الإسناد. ونفى الإسناد ينفى جملةً وتفصيلاً دين الإسلام.

2 - ترك الإسناد يؤدى إلى تدخل العقل المغلف بالهوى فى أمور ليست من خاصيته ألا وهى مسألة التشريع الذى هو من اختصاص رب العالمين.

3 - وترك الإسناد يفسح المجال للمبتدعة وأعداء الدين أن يضعوا فى الدين ما شاءوا وينزعوا منه ما شاءوا.

4 - ترك الإسناد يجعلنا نتساوى باليهود والنصارى الذين ضيعوا كتبهم، وحرفوا فيها ولا يستطيعون أن يصلوا فى إسنادهم إلى أنبيائهم، وقد تصل شدة الانقطاع بين الراوى والذى يليه إلى حوالى المائتي عاماً.

قال الحاكم النيسابورى فى معرفة علوم الحديث (جزء 1 / صفحة 6) قال: (فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجرأك على الله لا تسند حديثك. تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة) انتهى.

وفى أدب الإملاء والاستملاء للسمعانى (ج1/ ص7) بعد أن ذكر قول عبد الله بن المبارك: (الإسناد من الدين)، قال: ( .... قال عبدان ذكر هذا ثم ذكر الزنادقة وما يضعون من الأحاديث ..... شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خل وبقل .... ونظم هذا المعنى بعض شيوخنا أنشدنا السيد أبو المناقب ....

عليكم بأصحاب الحديث فإنما ******** محبتهم فرض لذي الدين والعقل

رعاة ورواته لحفظهم ******** الإسناد بالضبط والنقل

وإثناءهم ذكر النبي محمد ******** عليه سلام الله في الكتب بالعقل

فكل حديث لم يكن فيه مسند ******** إلى مسند فالخل ذاك وكالبقل

) انتهى

فالعلم ذو طبيعة تراكمية: وهذه قاعدة فى العلوم الطبيعية المادية، وهى مركتز فى علم الحديث وفى الإسناد.

ولا نرى أمة ولا نعلم علماً أحال على هذه القاعدة بحرفيتها كعلم المصطلح لدى أمة الإسلام. فمن ذا الذى يستطيع أن يجزم صحة إسناد المعادلات الرياضية إلى أصحابها كفيثاغورث أو إقليدس، رغم أنها عندهم من المسلمات!؟

ورداً على هذه الشبهة نقول:

1 - أن علماء الأمة اتفقوا على أن: (الإسناد من الدين) وهذا ما نقله إلينا الإمام مسلم رحمه الله فى مقدمة صحيحه حيث قال: (حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"

وقال محمد بن عبد الله حدثني العباس بن أبي رزمة قال سمعت عبد الله يقول: "بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد" و قال محمد سمعت أبا إسحق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء: "إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك" قال: فقال عبد الله: يا أبا إسحق عمن هذا؟ قال: قلت له: هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال: ثقة، عمن قال؟ قلت: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن قال؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا أبا إسحق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف) انتهى.

2 - وفى كتاب التعديل والتجريح للباجى (جزء1/ صفحة 291): (عن محمد يعني بن سيرين أنه قال: "إن هذا الحديث دين فانظروا عن من تأخذونه" .... وكان بهز بن أسد يقول إذا ذكر له الإسناد الصحيح: "هذه شهادة العدول المرضيين بعضهم على بعض"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير