تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - القول بأن التيمم يكون بمسح اليدين إلى الإبطين.

4 - القول بأن لبن الرجل محرم في الرضاع.

5 - القول بأن الرجل لا يُقتل بالأنثى.

6 - القول بأن القتل بالمثقل وبالسمّ لا يوجب القصاص.

إذن على هذه الأقوال الشاذة، لا تتطهروا أيها القرّاء من مياه البحر؛ لأنه غير مطهّر، واغسلوا أعينكم من الداخل عندما تجنبون، وتيمّموا إلى الآباط عند فقدكم للماء أو عجزكم عن استعماله، وأرضعوا أيها الرجال من تشاؤون لتكونوا محارم لمن شئتم، وتجرّؤوا على دماء النساء فإنها غير موجبة للقصاص، وليبحث القتلة عن أدوات للقتل كالمثقل والسم ليفرطوا من العدالة. . لا، بل احذروا- أيها القرّاء- استعمال البرقية فإنها من الجن، ولا تستخدموا السيارة ولا تركبوا الطائرة فإنها من السحر، واقترضوا بالربا عبر الأوراق النقدية فإنه لا يجري فيها الربا، ولتتأخر أوطان المسلمين بهذه الفتاوى الشاذة، ولتشتغل شعوبنا بآراء مهترئة من الداخل، لتتطاحن حولها لشهور وسنوات، ولتتقدم الدول الأخرى بما هو أصلح لشعوبها.

وفي الواقع أن وباء الشذوذ لم يطلِ الآراء الفقهية فحسب؛ فهناك الآراء الشاذة في أصول الفقه، والتفسير، والنحو. . الخ، وهذه كلها آراء يجب أن تُطرح، ولا يرفع لها العالم رأساً، وخطورة تبني الآراء الشاذة في العلوم الشرعية أشد من تبنيها في غيرها من العلوم.

وأنبه هنا إلى خطورة تبني وسائل الإعلام في بلادنا لنشر الآراء الشاذة؛ لأن تبنيها لا يثير البلبلة في صفوف العامة، ويقوّض وحدة الصف فحسب، بل إنه يمهد لتبني آراء شاذة تقوض مؤسسات الدولة واحدة بعد أخرى، فتبني آراء شاذة في باب الزكاة يهدم ما تبنيه مصلحة الزكاة منذ سنين، وتبني آراء شاذة في باب الصلاة والصيام يهدم ما تبنيه هيئات الأمر بالمعروف منذ تأسيسها، وتبني آراء شاذة في باب الحج يهدم ما تبنيه وزارة الحج من خطط واستراتيجيات في المشاعر وغيرها، وتبني آراء شاذة في باب الإنكار على الحكام يهدم الدولة برمتها، ويسمح بالخروج على الولاة بمجرد وقوعهم في المعاصي، فهل ترضى وسائل الإعلام المقروءة وغيرها أن تخلق حججاً للمتطرفين، ولمن يتبني رأي الخوارج مثلاً؟

إنني أرى أن هناك خطاً أحمر لوسائل الإعلام يمنع الاقتراب منه؛ لأن الاقتراب منه يعني اللعب بالنار.

وهذا الخط الأحمر هو عدم المساس بالدين باسم الرأي الحر؛ لأن الرأي إذا كان مصادماً لصريح النص أو الإجماع أو القياس الجليّ، فإنه يكون رأياً شاذاً، والرأي الشاذ يجب أن يُكبّر عليه أربعاً، ثم يُقبر، لا أن يمهّد له الطريق، تحت شعار: "دعه يعمل، دعه يمر .. ! " وهذه العبارة ثبت فشلها في باب الاقتصاد، ولكن بعد فوات الأوان، فهل نسمح بعبورها في باب الفتوى، لنكتشف ضررها بعد فوات الأوان؟!

ـ[ابن العنبر]ــــــــ[22 - 07 - 10, 05:32 ص]ـ

مصطفى قاسم: أصحابُ الآراء الشّاذّةِ , من أين أتَوْنا؟!

بين الفينة والأخرى يخرج إلينا إنسانٌ جديد يدّعي أنه مفكّر ـ وليته لم يفكر ـ وأنه أتى برأي بعد جهد ولَأْيٍ وإرهاق وهجرٍ للكَرى .... أتى برأي يُبهر الألباب , ويُنير العقول, ويفتح آفاقاً فكرية علميةً جديدة للبشرية جمعاءَ!

أتى برأي سَبق العالَمَ كلَّه إليه, ولم يقل به أحدٌ قبله من العالمين, ولسان حاله يقول:

إن الكونَ كان يعيش في ظلام الجهل والضلال, وتغشاه أمواجٌ لُجِّيَّةٌ من الجمود والكسل والخمول, فأتيتكُم برأي جديدٍ سيحوّل ـ حسب اعتقاده ـ ظلام الكون الدامسَ إلى شموسٍ من النور الفكريّ, وسوف يُشكل نهضة ثقافية فكرية ما عهدت لها البشريةُ من مثيل!

ومن هؤلاء الشاذين الفكريين من يكون مغموراً لا يعرفه أحد, ولكنه في الوقت نفسه يحب الشهرة والظّهور , ولا أحدَ يساعده على تحقيق مبتغاه, فيحدث نفسه مرة أخرى قائلاً:

لم لا أُنقِّب في بطون الكتب, وأفتِّش في أعماق الزمان, وأقرأ سِيَرَ المشاهير؟ ... لعلّي بعد ذلك البحثِ والنقيب سأجد رأياً شاذّاً خالف فيه أحدُهم ـ ولو سهواً أو خطأً ـ آراءَ السواد الأعظم من العلماء, والذي ساروا عليه لقرون وقرون, ولم يردَّ أحد عليهم, ولم يعترض أحد على أفكارهم وآرائهم, بل تلقتها الأمةُ كلُّها بالقَبول والاحترام, .... ليس لي سبيل إلى الشهرة إلا إذا خالفتُ آراهم, ونقدتُها وفندتُها, وكما قالوا في المثل: (خالِفْ تُعْرَفْ) ......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير