تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفكرة (أشير إلى مدرسة أبوللو). ولك أن تراجع سبب خصومة عبد الرحمن شكري مع المازني. كان ينهاه عن سرقة أشعار الأوروبيين، فغضب منه وتخاصما.

وجاء طه حسين فنقل عن الآخر. كان هو الكاتب وفقط سرق الأفكار أم كان مستعاراً وضع اسمه فقط على ما كتبوه هم كما يتحدث العارفين بحاله؟. لا يعنيني. المهم أن الساحة الفكرية امتلأت بأفكار الآخر يتحدث بها قومنا.

وفي الناحية السياسية جاء علي عبد الرازق، وجاء لطفي السيد. وآخرون. وما تحدثوا به ليس من بضاعتنا بل من بضاعة الآخر.

والنسويون اشتدوا، وتكاثروا، وأكثروا من النقل عن الآخر، أفكاراً وفعاليات.

وتطور هذا الأمر بعد ذلك. فكانت الخطوط الرئيسية عند المستشرقين هي هي بأم عينها الخطوط الرئيسية عن المنافقين، وعند الغافلين.

وضاعت قضية التقنية.نساها قومنا، وظهرت قضايا (الحريات) و (الحقوق) و (الوطنية)، وكلها كانت إبعاداً للأمة عن غايتها التي خلقها الله من أجلها، وهي عبادة الله وتعبيد الناس لله. وكلها أوجدت مزيدَ إهانةٍ لعامة الناس، ومزيد تخلف، ولم نحصل على ثمرة تذكر من (التقدم) و (التطور) و (الرقي) الذي نشط له قومنا. وحال المجتمعات التي ظهرت فيها هذه التجارب شاهد على ذلك.

**دعنا نلملم الأفكار: الآخر هو الذي بدأ، والانحراف جاء من الشرعيين المهتمين بالتقدم التقني والرقي الحضاري للأمة، وأمارة ذلك أن مخرجات البعثات العلمية وحراك الشرعيين المهتمين بالتقدم والرقي لم تثمر غير هدم الثوابت الشرعية، وتغريب المرأة كان الفاعل الرئيسي فيه الشرعيون بدايةً لا الليبراليون؟

نعم أخي الكريم هذا ما تحكيه التجارب السابقة. وهو الواقع الآن. فالآخر لا زال يرعى ما يسمى بقضايا المرأة، والشرعيون المهتمين بالتقدم والتطور حديثهم يتجه لقضايا المرأة، فتجد بينهم حديثاً عن الاختلاط مشروع أو غير مشروع، والمرأة تعمل أو لا تعمل، والتعدد، وسن الزواج، والطلاق. وتجد في الساحة محاولة للدفع بالمرأة، فنجد من يتحدث عن أن علينا أن نخرج المرأة في القنوات كداعية. يريد في ذات المكان الذي يجلس فيه الرجل تحدث الجميع. لا أن تكون لها فعاليات نسوية خاصة.

** من المعلوم أن الغرب بدأ تحديداً مدارس إرساليات التنصير مدعومة بالدول الكبرى العلمانية، وداخل هذه المدارس نشأت الدعوة لقضية المرأة، هل كانت هذه الدعوة ديانة؟ بمعنى هل كانوا يدعوننا لما يعلمون أنه الصواب في دينهم؟

للحصول على إجابة واضحة ينبغي علينا الانتباه إلى أمرين:

الأول: أن هذا الذي ظهر على يد إرساليات التبشير، أعني ما نحن بصدد الحديث عنه مما يدرج تحت مسمى (قضايا المرأة) لا تعرفه النصرانية، ففي كتابها بعهديه القديم والجديد أمرٌ للنساء بالحجاب، وفي كتابيها أمر للنساء ألا يخالطن الرجال، وكتابات (الآباء) فيها حث على الحجاب وعدم الاختلاط، وهناك كتاب عَرَضَ هذا الأمر عرضاً جيداً لم يسبق إليه ـ فيما أعلم ـ، وهو كتاب (الحجاب شريعة الله في الإسلام والنصرانية واليهودية) للباحث سامي عامري، وهو منشور في مكتبة المهتدين، ويمكن الوصول إليه من خلال محرك البحث. ولا تعرفه اليهودية أيضاً، إذ هم مشتركون مع النصارى في (العهد القديم).

الثاني: النشأة التاريخية لإرساليات التبشير.

هذه النشأة بدأت بعد الحروب الصليبية، بعد أن استيقنوا من أنهم لن يستطيعوا القضاء على الإسلام بالسيف، بدأت بغرض تشويه صورة الإسلام وصرف الناس عن دين الله، وهذا معروف مشهور، تحدث عنه الدكتور عبد اللطيف الطيباوي في كتابه (المستشرقون الإنجليز ـ دراسة نقدية) وهو كتاب بالإنجليزية مترجم للعربية نشرته جامعة الإمام ـ بالسعودية عام 91م.

وذكره الأستاذ أنور الجندي في مقدمة كتابه (شهادة على العصر والتاريخ)، وذكره الأستاذ محمد قطب في كتابه (هلم نخرج من ظلمات التيه) وفي غيره، وهو أمر معروف مشهور عند من له دراية بتاريخ بعض الشخصيات المشهورة في النصرانية مثل (ريموند لول) و (فرانسيس الأسيزي) و (بطرس المحترم) وأمثالهم.

إذا الإجابة بالنفي؛ لم تكن النصرانية تعرف شيئاً من هذا، وأن إرساليات التبشير تبنت هذا الأمر بغرض إفساد المسلمين.

ألا تلاحظ أن هذه نظرة قاتمة سوداوية؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير