تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما صحة تصحيح شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لحديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء))؟]

ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:45 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ما صحة حديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)

قسم البحث العلمي

ومراجعة المشرف العام

17 جمادى الأولى 1431هـ

تم تحديث الفتوى في 9 جمادى الثانية 1431هـ

السؤال:

يتهم بعض المبتدعة شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مجسِّم ويستشهدون بتصحيحه لحديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)) فهل حقاً صحح شيخ الإسلام هذا الحديث؟ وهل هو حديث صحيح؟

الجواب:

هذا الحديث ورد من طريقين وبألفاظ مختلفة.

الطريق الأول: من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً.

ومن ألفاظه:

((أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خضرة))

((رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء))

((رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء))

وهذا الحديث من هذا الطريق صححه جمعٌ من أهل العلم، منهم:

الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال: ص282، وإبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 139)

وأبو زرعة الرازي (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 144)

والطبراني (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 143)

وأبو الحسن بن بشار (إبطال التأويلات 1/ 142، 143، 222)

وأبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 141، 142، 143)

وابن صدقة (إبطال التأويلات 1/ 144) (تلبيس الجهمية 7/ 225)

وابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية 7/ 290، 356) (طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- 1426هـ)

وضعفه ابن الجوزي في (العلل المتناهية: 1/ 36) واستنكره الذهبي كما في (سير أعلام النبلاء 10/ 113) وقال السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312): (موضوع مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم)

والطريق الآخر: من حديث مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب مرفوعاً.

ومن ألفاظه:

1 - ((رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب)).

2 - ((يذكر أنه رأى ربه عز وجل في المنام في صورة شاب موفر في خضر على فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب)).

3 - ((أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب)).

وهذا الحديث صححه الحسن بن بشار وأبو يعلى كما في (طبقات الحنابلة لأبي يعلى: 2/ 59).

وضعفه واستنكره جمعٌ من أهل العلم، منهم:

الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال لابن قدامة ص284)

ويحي بن معين (تاريخ بغداد للخطيب: 13/ 311)

والنسائي (العلل المتناهية لابن الجوزي: 1/ 30)

وابن حبان في (الثقات: 5/ 245)

والسبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312)

وابن حجر في (تهذيب التهذيب 10/ 86)

والسيوطي في (اللآلئ المصنوعة 1/ 30)

والشوكاني في (الفوائد المجموعة ص447).

وكلُّ من صحح الحديث أثبت أنه رؤيا منام لا رؤيا عين، لذلك فلا إشكال ولا مطعن لأهل الأهواء فيه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: 7/ 229): ((وكلها (يعني روايات الحديث) فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام وأنه كان بالمدينة إلا حديث عكرمة عن ابن عباس وقد جعل أحمد أصلهما (أي حديث ابن عباس وأم الطفيل) واحداً وكذلك قال العلماء))

وقال في (بيان تلبيس الجهمية: 7/ 194): (وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام)

وله رحمه الله كلامٌ صريحٌ في أنَّ الله لا يُرى في الدنيا بالأبصار فقال في (منهاج السنة: 2/ 313) في معرض ردِّه على المجسِّمة: (أدخلوا في ذلك من الأمور ما نفاه الله ورسوله، حتى قالوا: إنه يُرى في الدنيا بالأبصار)

وقال في (الوصية الكبرى: ص77): (وكل من قال من العُبَّاد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعين رأسه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان)

وشيخ الإسلام ابن تيمية ليس وحده الذي نفى أن يكون في الحديث إشكال لأنه رؤيا منام، بل ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم.

ومن هؤلاء:

1 - الذهبي في (ميزان الاعتدال) (1/ 594) قال: (وهذه الرؤية رؤيا منام إن صحت.)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير