[أقصر على نفسك ثلاثين سنة!، وخذ هذه الخلاصة (الفوائد) والتي فيها خلاصك ونجاتك]
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:02 م]ـ
كان حاتم الأصم من أصحاب شقيق البلخي رحمة الله تعالى عليهما، فسأله يوماً
فقال: صاحبتني منذ ثلاثين سنةً ما حصّلت؟
قال: حصّلتُ ثماني فوائد من العلم، وهي تكفيني منه لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها.
فقال شقيق: ما هي؟
قال حاتم:
الفائدة الأولى /
إني نظرت الى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبا ومعشوقا يحبه ويعشقه، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت وبعضه يصاحبه إلى شفير القبر، ثم يرجع كله، ويتركه فريداً وحيداً، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد.
فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره، ويؤنسه فيه، فما وجدته غير الأعمال الصالحة، فأخذتها محبوبة لي؛ لتكون لي سراجاً في قبري، وتؤنسني فيه، ولا تتركني فريداً.
الفائدة الثانية /
أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون الى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى:" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى". وتيقنت أن القرآن حق صادق فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمّرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت.
الفائدة الثالثة /
أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا، ثم يمسكه قابضا يده عليه فتأملت في قوله تعلى:" ما عندكم ينفد وما عند الله باق" فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله تعالى ففرّقته بين المساكين ليكون ذخراً لي عند الله تعالى.
الفائدة الرابعة /
أني رأيت بعض الخلق يظن أن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر فاعتزوا بهم.
وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد، فافتخروا بها.
وحسب بعضهم أن العز والشرف في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم.
واعتقدت طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه، وتبذيره، فتأملت في قوله تعالى:" إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم"، فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حق صادق، وظنهم وحسبانهم كلها باطل زائل.
الفائدة الخامسة /
إني رأيت الناس يذم بعضهم بعضاً، ويغتاب بعضهم بعضاً، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فعلمت أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل، فما حسدت أحداً ورضيت بقسمة الله تعالى.
الفائدة السادسة /
أني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضا لغرض وسبب، فتأملت في قوله تعالى:" إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً " فعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان.
الفائدة السابعة /
أني رأيت كل أحد يسعى بجد، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش، بحيث يقع به في شبهة وحرام وبذل نفسه وينقص قدره، فتأملت في قوله تعالى:" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" فعلمت أن رزقي على الله تعالى وقد ضمنه، فاشتغلت بعبادته، وقطعت طمعي عمّن سواه.
الفائدة الثامنة /
أني رأيت كل واحد معتمداً على شيء مخلوق، بعضهم على الدينار والدرهم، وبعضهم على المال والملك، وبعضهم على الحرفة والصناعة، وبعضهم على مخلوق
مثله، فتأملت في قوله تعالى:" ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً " فتوكلت على الله تعالى فهو حسبي ونعم الوكيل.
فقال شقيق/
وفقك الله تعالى إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة.
«رسالة أيها الولد» (ص 18)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:08 م]ـ
سبحان الله ... كنت أريد أن أنقل كلام حاتم هذا لما رأيت من جمال عباراته ومعانيه وهذا لأنها كانت خطبة الجمعة للإمام عندنا
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:25 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا جهاد.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:33 ص]ـ
الإخوة الأفاضل /
أبو أسامة الأزفوني
أبو عبدالرحمن السبيعي
محمد بن عمران
جزاكم الله خير الجزاء
الأخ الفاضل محمد بن عمران
أنا لست شيخاً
زعمتني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنما الشيخُ من يدبُ دبيباً:)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:32 م]ـ
كعادتك أخي جهاد درر من كلام السلف، نفع الله بك، لعلك تنقلها إلى ملتقى أهل الدعوة الذي بحاجة إلى أمثالكم، لعلك أخي جهاد تسجل وكذلك الإخوة للنهوض به وهو موجود بتوقيعي، نفع الله بكم ..
كل درة تكتبها هنا اكتبها هناك .... نفع الله بك .. فإن أبيت التسجيل نقلتها عنك!! (ابتسامة)
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 07:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 12:47 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
أبو البراء القصيمي
حسن علي محمد
حمدان المطرى
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأخ الفاضل / أبو البراء القصيمي
أعيذك أن تستسمن ذا ورم، وأن تنفخ في غير ضرم
حالياً لا أشارك إلا في أهل الحديث، وأسأل الله أن ييسر لي أن أشارك معكم في ما يستقبل من عمري
¥