[بين المنهجية والمذهبية]
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:45 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم
أيها الكرام إني لي نظرةً أظن أن كثيراً من الإخوة يشاركني فيها وقد يغفل عنها آخرون ولأجل من يغفل كتبت هذا الموضوع.
دراسة الفقه على مذهب من مذاهب أهل السنة أمرٌ ولا شك فيه أنه منهجي وسديد لأن بهذه القراءة يتم تصوير المسائل للناشئة في ربوع العلم ويعرفوا كيف كان يتصور أهل العلم المسائل وكيف يستدلون بها في تلك المسائل.
وهذه الدراسة المنهجية تجعل الطالب يعرف قولاً معتبراً في المسائل الفقهية يتعبد الله به برهة من زمنه حتى يتأهل وينظر في الأصول ويعرف كيف أخذت الأحكام من الأدلة ثم لا أقول أنه يصل إلى مرحلة الإجتهاد المطلق وإن كان قد يجتهد في مسألة يرى بعد دراسته لأصول العلم ودراسته لعين المسألة أن الحق قد خالف مذهبه في هذه الجزئية ولا يعني ضلال أهل المذهب جملةً عن الحق
ومع زيادة الطالب في العلم فلا يزداد في التعصب لمذهبه والأستدلال لهم كيفما اتفق وإنما يتعصب للسنة ويدور معها لأن هذا ما تعبدنا الله به سبحانه وتعالى ولم يتعبدنا بمذهب من المذاهب المتبوعة ..
وذلك الأمر لا يعني فتح باب الأجتهاد عند من لا يدري ما طحها، بقدر ما هو حث للهمم أن تعمل بالسنة كما كان أرباب المذهب التي نسبة إليهم المذاهب يدعون إلى هذا , وهذا أمر مشهور يعرفه من شم رائحة العلم ..
إلا أني أيها الكرام قد رأيت إخواننا أخذ يتعصب تعصباً مقيتاً لمذهب قرأ فيه كتاباً أو كتابين أو ماشاء ثم أخذ يقلد هذا المذهب ثم يلزم بعض الأعلام كابن عثيمين تعريضاً أو كغيره من الأعلام الذين يذكرون ما ترجح عندهم ويربون الطلبة على الدليل واتباعه بأمور لا تخفى على من أطلع على بعض كتاباتهم وهم في هذا قد يكون لهم عذر وهو ظنهم الخاطئ أن العلم لا يتلقى بهذه الطريقة
وسواءً اتفقنا معهم أو أختلفنا الواجب على الإنسان أن يعلم أن الله تعبده بهذا العلم بمتابعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإن لم يستطع جاز له تقليد الأوثق في ديانته عنده لأنه قد انقطع به سبيل جهد أن يصل إلى الأقرب الموافق لكلام صاحب الرساله عليه الصلاة والسلام
قال ابن القيم رحمه الله: " أعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب و السنة، و الفهم عن الله و رسوله نفس المراد، و علم حدود المنزل. و أخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل، و مالم ينزل، و لا هو واقع، أو كانت همته معرفة الإختلاف و تتبع أقوال الناس، و ليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال. و قل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه ": الفوائد: ص (89)
خاتمة:
- وعن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: سمعت مالك بن أنس، وأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الله! من أين أحرم؟ قال: (من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم) فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. فقال: (لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة). فقال: وأي فتنة في هذه؟! إنما هي أميال أزيدها!! قال:
(وأي فتنة أعظم من أنك ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إني سمعت الله يقول:] فَلْيَحْذَرِ الّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم [. (النور 63))
ـ[عبدالمنان عبيد]ــــــــ[14 - 07 - 10, 03:38 ص]ـ
وفقت مقلة الصواب فأصبتها , جعل الله علمك نافعا وعملك لله خالصا أيها الحبيب.