تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تعليق على وفاة الكاتِب الحداثي نصر أبو زيد

ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:56 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [سورة البقرة – الآية 281].

فقد نشرت عدة مواقع إلكترونية، منها جريدة الأهرام على موقعها الاكتروني بتاريخ 23 من رجب 1431 هـ، الموافق 5 يوليو 2010 خبر وفاة الكاتب د. نصر حامد أبو زيد بعد إصابته بفيروس فشل الأطباء فى علاجه، حيث دخل فى غيبوبة لعدة أيام حتى وفاته المنية.

ومن المعلوم أن نصر أبو زيد من الكُتَّاب الذين ينتمون للمدرسة الحداثية التي تبالغ في تقديس العقل، بل وتُقَدِّمه على الوحي. وقد أثارت كتاباته الكثير من الجدل حتى تم اتهامه بالرِدَّة عن الإسلام وحكمت محكمة الأحوال الشخصية بالتفريق بينه وبين زوجته، ولكنه سافر مع زوجته أستاذة الأدب الفرنسي إلى هولندا حيث عمل أستاذاً للدراسات الإسلامية بجامعة (لايدن).

وهذه وقفة مع بعض كتاباته والتي تُعَبِّر عن أفكار تلك المدرسة المنحرفة التي تُسَمَّى بالعقلانية والحداثية، والتي ما زالت أفكار كُتَّابها تُطْرَح على الساحة تحت مُسَمَّى التنوير وحرية الفكر، ولم تترك هذه المدرسة شيئاً من ثوابت الدين إلا وطعنت فيه، ونسي أولئك أنهم مبعوثون ليومٍ عظيم، وأن الله رقيب عليهم، وأن ما يكتبونه بأيديهم سيكون وبالاً عليهم، قال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة المجادلة – الآية 6]،

وقال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف – الآية 49].

وإليكم نموذجين من انحرافات نصر أبو زيد، ليتبين المنهج الفاسد لتلك المدرسة المسماة بالعقلانية و {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [سورة الأنعام – الآية 55].

· النموذج الأول: دعواه أن القرآن الكريم مُنتج ثقافي منزوع القداسة

فيقول في كتابه (مفهوم النَّص – دراسة في علوم القرآن: ص56): "لقد تشكل القرآن من ثقافة شفاهية .. وهذه الثقافة هي الفاعل، والنَّص مُنفعِل ومفعول .. فالنَّص القُرآني في حقيقته وجوهره مُنتَج ثقافي".

وفات هذا المسكين أن القرآن الكريم هو كلام الله الموحى إلى رسوله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وأنه ليس من كلام البشر وليس ناتج عن بيئة ثقافية أو تراكم فكري بشري، بل هو تنزيلٌ من الله العزيز الحميد.

قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [سورة الشعراء – الآيات 192، 193، 194، 195]،

وقال تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فُصَّلَت – الآية 42]،

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [سورة الأنعام – الآية 91].

ثم يدعو إلى إزالة القداسة عن نصوص القرآن تحت مسمى الحداثة ويتهم من يُقَدِّس النصوص بالرجعية، فيقول (مفهوم النَّص – دراسة في علوم القرآن: ص56): (والفِكر الرجعي في تيار الثقافة العربية هو الذي يُحَوِّل النَّص مِن نَص لغوي إلى شيء له قداسته).

ويقول في كتابه (التفكير في زمن التكفير: ص138): "النصوص في ذاتها لا تمتلك أي سلطة اللهم إلا السلطة المعرفية التي يحاول كل نص –بما هو نص– ممارستها في المجال المعرفي الذي ينتمي إليه".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير