فسلم على النبي r فرد عليه السلام ثم قال: نغمة جن وغمغمتهم،، من أنت ? قال: أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس قال رسول الله r : فما بينك وبين إبليس إلا أبوان،، فكم أتى عليك من الدهور ? قال أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلاً، ليالي قتل قابيل هابيل كنت غلاماً ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآكام وآمر بفساد الطعام وقطيعة الأرحام .. الخ .. الحديث بطوله ولا يصح.
رواه البيهقي في دلائل النبوة والفاكهي في أخبار مكة 6/ 71 وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 98) وأورده الذهبى فى ميزان الاعتدال (1/ 337) وابن حجر فى اللسان (1/ 355) وقال: هذا حديث ليس له أصل ولا يحتمل أبو معشر مثل هذا الحديث، وإن كان فيه لين. والحمل فيه على إسحاق. وقال الحافظ أيضا: وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر وغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل على الكاهلي؟ والحمل فيه حينئذ على أبي معشر. ويروى من حديث ابن عباس، أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (4/ 14 - 15) من طريق مسلم الطائفي، عن عزير بن الجُرَيجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه. والحديث مروي أيضا عن أنس بن مالك، أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 96) وابن أبي الدنيا في الهواتف (ص77 - 78) وابن ماجه في التفسير كما في "تهذيب الكمال" (25/ 481) وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد، وابن مردويه في التفسير كما في الإصابة (6/ 518) وقال العقيلي: كلا الإسنادين غير ثابت ولا يرجع منهما إلى صحة وليس للحديث أصل.
هجين الجن والإنس
قال أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة: ويقال للمتولد بين الإنسى والجنية الخس وللمتولد بين الآدمى والسعلاة العملوق.
وقال يسرة بن صفوان عن أبى معشر المدنى عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة: من لم يبال ما قال و لا ما قيل له فهو لشيطان أو ولد غية.
وهذا الكلام ليس من التحقيق في شيء .. وقد أوضحنا الكلام على التوالد بين الجنسين والتزاوج بينهما في مقال (جماع الجن لنساء بني آدم) وقد أثبتنا جواز جماع الجني لبنات آدم مع زوجها إذا لم يسمي عند الجماع تماشيا مع النص الوارد وتفسيره، أما التزاوج والتوالد ففيه كلام .. والله أعلم.
بعض أسماء إبليس والشياطين والجان
من أسمائه: إبليس والشيطان والرجيم وعزازيل والوسواس ..
فأما إبليس والشيطان والرجيم فقد مرا في مقالنا (كيف تنضي شيطانك)، وعزازيل صح من كلام ابن عباس والوسواس الخناس سيأتي ..
وقد توسع البعض في ذكر أسماء للشيطان أو لبعض الشياطين ما أنزل الله بها من سلطان، وغالب ما جاءت بها هذه المسميات في أحاديث ضعيفة منكرة، وبعضها من اجتهاد علماء اللغة بلا دليل صحيح عليه ..
ونحن هنا بإذن الله جمعنا ما تحصلنا عليه من الأسماء المنسوبة للشيطان الأكبر إبليس أو لبعض بنيه أو لبعض الجن والشياطين .. ونحذر أن أكثر هذه المسميات لم يصح عليه دليل .. وسننبه على ذلك بإذن الله تعالى.
قال الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن:
وفيه – أي القرآن - من أسماء الجن أبوهم إبليس وكان اسمه أولا عزازيل أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عن ابن عباس.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال: كان اسم إبليس الحارث ..
وقال بعضهم: هو معنى عزازيل.
وقال ابن عساكر: قيل في اسمه قترة حكاه الخطابي وكنيته أبو كردوس وقيل أبو قترة وقيل أبو مرة وقيل أبو لبينى حكاه السهيلي في الروض الأنف. اهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري باب صفة إبليس: ومن أسمائه الحارث والحكم وكنيته أبو مرة وفي كتاب ليس لابن خالويه كنيته أبو الكروبيين. اهـ
وقال السهيلي في الروض الأنف:
وروى أبو الأشهب عن الحسن قال: لما بويع لرسول الله r بمنى صرخ الشيطان فقال رسول الله r : هذا أبو لبينى قد أنذر بكم فتفرقوا. اهـ
وحديث الحسن هذا مرسل وهو من أقسام الضعيف، وفي كلام ابن حجر والسهيلي مجازفة، وسيأتي التعليق على ما ذكراه من أسماء إبليس.
الوسواس
بكسر الواو الأولى مصدر وبفتحها الاسم وهو من أسماء الشيطان كما عند جمهور المفسرين وأهل اللغة .. قالوا: والوسواس من أسماء الشيطان ويحتمل أن يكون مصدرا وصف به الموسوس على وجه المبالغة كعدل وصوم أو على حذف مضاف تقديره ذي الوسواس.
انظر المحرر الوجيز 7/ 69 وتفسير الثعالبي 4/ 453 والتسهيل لعلوم التنزيل 3/ 379.
صبا وحرب ومرة وخناس
¥