تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نصيحة غالية للشيخ أحمد النجمي رحمه الله بخصوص العطلة الصيفية]

ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:33 ص]ـ

فضيلة العلامة أحمد بن يحيى النجمي

: الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد: فاتقوا الله عباد الله - أيها المسلمون - يلاحظ في هذه العطلة: أن كثيرًا من الشباب وكثيرًا من الناس يسهرون الليل وينامون النهار والليل؛ يضيعونه في أمور تكون في الغالب محسوبة عليهم لا لهم وذلك أنهم: أما أن يصرفوا الليل في النظر بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وقد يكون كثير منها إنما هو أثم يكسبه الإنسان أمور وجرائم تمارس في بلاد كفرية ويأتي بها بعض المسلمين إلى بيوتهم بواسطة الآلات؛ فينظرون إليها ويتفرجون عليها ويقضون بزعمهم أوقاتهم في هذا لحب الإطلاع، وكثير منها يثير الشهوة التي تكون عند الذكور والإناث، فيحصل من جراء ذلك أمور عظيمة يندى لها الجبين وتدمع لها العين ويحزن لها القلب.

فينبغي للمسلمين: أن يتقوا الله - عز وجل -، وبالأخص فيما يسمى بالدش والانترنت إذا استعمل في الجانب السيئ علمًا بأن الانترنت إذا استعمل في الجانب الحسن فهو حسن وإذا استعمل في: سماع الدروس والخطب والمواعظ، وحفظ ذلك ونشره، فهذا يعتبر من نشر العلم الذي يثاب عليه الإنسان.

ولكن مع الأسف: أن الكثير من الناس - ونسأل الله العفو والعافية - يقضون أوقاتهم في النظر للأشرطة والأفلام الخليعة التي تسمى بالسكس - والعياذ بالله -، وينظرون إلى تلك الفواحش، وهم كانوا بعيدين عنها وقت ما عملت، ولكنهم أتوا بها ليتفرجوا عليها ولينظروا إليها فصاروا شركاء لأهلها - والعياذ بالله -.

وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا عملت الفاحشة في الأرض، كان من حضرها فكرهها؛ كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها؛ كمن حضرها). - أو كما قال الحديث - نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون طاعته ويجتنبون معصيته.

أيها المرء المسلم: ألا تتقي الله عندما تأتي بمثل هذه الأمور إلى بيتك، وتفرج عليها أولادك، وتثير عندهم الغرائز الشهوانية فربما زنت بنتك وربما زنى ابنك ويكون أثمه عليك، وربما - أنت يا الكبير - تقع في طائلة الزنا حينما تنظر في هذه الأمور.

فاتقوا الله - يا عباد الله - إن الحياة جعلها الله للناس من أجل أن يكتسبوا فيها طاعة، هذه الطاعة يحرزون بها حياة أبدية؛ فالحياة الدنيا حياة بالية ذاهبة، وإنما الحياة هي الحياة الأخرى، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَإنَّ الدارَ الآخِرةَ لهِي الحيوانُ). [العنكبوت: 64].

وقد قام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خطيبًا فقال: (أيها الناس: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منها ذلول؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل).

فاتقوا الله - يا عباد الله -.

أيها المسلمون: كيف يكون الإنسان أنه يريد يقضي وقته!؟

ألم يجعل لك الله سبحانه وتعالى ما تقضي الوقت فيه من الطاعات، إن للمسلمين ثروة لا توجد عند غيرهم أبدًا؛ تلك الثروة هي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي قالها وفعلها، وحول الكتاب والسنة شيئًا عمليًا وواقع عمليًا؛ كما كان في عصره وعصر الصحابة - رضوان الله عليهم -، فعلينا أن نصرف أوقاتنا باكتساب العلم من هذه الدورة من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحرص على تعلمها، ونحرص على تعليمها، ونحرص على الحلقات التي تكون فيها - نحرص على هذا كله -، فهذا كله من الجهاد في سبيل الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير