تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيا عباد الله: - يا معشر الشباب، يا معشر الشباب! - هنا أماكن، هنا دورات، فيها تنشر السنة، وتبين البدعة، فيجب عليكم: أن تشتركوا فيها وأن تتعلموا، يجب عليكم: أن تعقدوا أرجلكم عند علماء السنة وتذهبوا إليهم في أي مكان كان، يجب عليكم: أن تتعرفوا لو كان لك شيئًا لو كان لك سببًا إلى مكان وأنت لا تعرف طريقه، ألست تبحث عمن يعرف الطريق!؟ ثم تجعله إمامًا لك وتقتدي به، فيجب عليكم - يا معشر الشباب -: أن تتقوا الله في أنفسكم وأن تحرصوا على طاعة ربكم؛ كما قال علي بن أبي طالب: (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة .... ).

كيف يكون بقائك في هذه الدنيا!؟ هب أنه سيكون مئة سنة، هذه المائة سنة قد تكون مليئة بأمور أنت فيها على خطر، ولا سيما في هذا الزمان الذي هو زمان الفتن، فتقي الله - يا عبد الله -.

أما الآخرة؛ فإنك إذا أحرزتها ودخلت الجنة، فقد حزت الخير كله، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه إذا دخل الناس الجنة يقال لهم: يا أهل الجنة! إن لكم أن تحيون فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحون فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدا). فيجب على كل مسلم: أن يغتنم هذه الحياة، التي لا نهاية لها أبدا، فتبيعوا آخرتك بدنيا فانية مليئة بالفتن والهموم والغموم - إنا لله وإنا إليه راجعون -.

أقول للناس - الذين يقولون، أو للشباب - الذين يقولون: أنهم يريدون أن يضيعوا الوقت، هذه هي الإضاعة - أنت أضعت نفسك وأهلكت نفسك ولو بقت نفسك - لكنك إذا استغليت هذه العطلة في: حفظ شيء من كتاب الله. وفي المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وفي المساجد كما أمرك سبحانه وتعالى.

استغليتها في فعل الخيرات بقدر ما تستطيع، وتحفظ شيئًا من السنة، وتحفظ دروس الفقه التي يتفقه فيها الناس، هذا الذي يكون مغنم لك يوم القيامة وأنت لابد أن تعرض عليك صحيفتك، صحيفتك ستعرض عليك وستقرؤها - كما جاء في الآية - يقول الله - عز وجل -: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا). [الإسراء: 14].

فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل -، والمحافظة على هذا الذخر، وعلى هذا الشيء الغالي الشيء العظيم الذي فضلنا به، (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ. وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ). [الزخرف: 44 - 45].

فيا عباد الله! يجب علينا أن نستغل هذه الأوقات في طاعة ربنا سبحانه وتعالى، وأن نحرص على الحلقات التي يكون فيها تعليم بكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونشر للسنة.

أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.

مفرغ من محاضرة صوتية بعنوان: [فذكر بالقرآن من يخاف وعيد]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير