تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ضحضاحٍ من نار، ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)) هذا يدل أن أبا طالب مات على الكفر وأنه في النار، وهكذا ثبت عند < النسائي > وغيره عن عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنّهُ أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَقَالَ: يا رسول الله إنّ عمك الشيخ الضال، زيادة الضال ثابتة قد مَاتَ، فَقَالَ: ((اذْهَبْ فواره ولا تحدثن شيئاً)) فذهب فواراه، شاهدنا: إن عمك الشيخ الضال قد مات قال: ((أذهب فواره ولا تحدثن شيئاً) وفي أبي طالبٍ نزل قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وفيه أيضاً نزل سببٌ آخر قال الله سبحانه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}.القصة لم تثبت إلى أبي طالب، هذه القصة أنه أتى إليه قريش وشكوا على أبي طالب فقال: إن قومك قد أتوا إليَّ فظن أنه سيتركه وأنه سيسلمه إلى قريش وإلى مشركي قريش، فقال بعد أن أنتهى من كلامة: ((والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا ديني لشيء حتى أهلك دونه)) ثم استعبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخرجت عبرته دم دموعه فلما ولى قال: إرجع يا ابن أخي، ثم قال له: أفعل بدينك ما بدى لك أو نحو هذا ثم ذكر القصيدة، وقد علمت أنها معضلة يعقوب بن عقبة هذا يذكر القصة وهو من أتباع التابعين.

السؤال الثالث: القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ……لعلمت أنك في العبادة نلعب

فما صحة نسبتها إليه؟

الجواب: القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات، ابن أبي سكينة مجهول، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن، اسمع إلى هذه الأبيات:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ……لعلمت أنك في العبادة تلعب

ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً

من كان يخضب خده بدموعه ……فنحورنا بدمائنا تتخضب

وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول: نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً.

السؤال الرابع: القصيدة المنسوبة أيضاً إلى ابن الأمير الصنعاني رحمه الله، وفيها تراجعه عن الثناء على الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله، ومطلعها:

رجعت عن القول الذي قلت في النجدي

هل صحت نسبتها إليه، وإذا صحت هل يلزم منها وقوع الصنعاني رحمه الله في التشيع أم أن سر تراجع الصنعاني كان مبنياً على كلامٍ من نقلة الوشاة والمغرضين من أمثال مربد الذي كان واسطة بينه وبين النجدي رحمه الله؟

الجواب: الواقع أن جماعة من أهل العلم يثبتونها، أما القصيدة فثابتة لكن التراجع الكلام عن التراجع القصيدة ثابتة عن الصنعاني، إنما الكلام عن التراجع هل ثبت تراجع ابن الأمير الصنعاني عن تلك القصيدة أم لم يثبت؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير