فجماعة من أهل العلم أثبتوها، ولقد قرأ عليَّ أخونا الفاضل أبو العباس الشحري حفظه الله مبحثاً نفيساً حول هذه القصيدة حرر فيه الأقوال بما حاصله أن التاريخ لا يتلائم مع القول بالتراجع وأن تاريخ التراجع مختلف تماماً عن زمن ابن الأمير مما يدل أن < الديوان > مسته يدٌ غير أمينة فأدخلت فيه تراجعاً من قِبل أهل التشيع، ومما يؤيد هذا أيضاً أن بعض أحفاد ابن الأمير كان شيعياً، فالناظر في التاريخ يتخذ من ذلك أن التراجع في ثبوته ريبٌ وأيما ريب، هذا وقد أبان شيئاً من ذلك أيضاً السحمان رحمه الله في جزءٍ حول هذه القصيدة وأبان أن التراجع مكذوبٌ على ابن الأمير رحمة الله عليه، هذا بعض ما قرأه عليَّ الأخ أبو العباس حفظه الله في مبحثه حول هذه القصيدة ما حاصله أن التراجع غير ثابتٍ والحمد لله.
السؤال الخامس: ما صحة أبيات:
طلع البدر علينا ……من ثنيات الوداع
وأنها قيلت عند مقدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة؟
الجواب: ذكرها الحافظ رحمة الله عليه في < فتح الباري > المجلد السابع وحكم عليها بالإعضال وهو كذلك عبيد الله بن أبي عائشة يذكر القصة وهو تابع تابعي ويذكر قصة حدثت في مقدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنه لما استقبله أهل المدينة ذكرها هذا:
طلع البدر علينا ……من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ……ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ……جئت بالأمر المطاع
جئت شرفة المدينة ……مرحباً يا خير داع
إلى آخره التي يكررها ويرددها الإخوان المسلمون، الإخوان المسلمون ملفلفون يا أخوان ملفلفون ما هم حول ثابت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضلاً عن قصة من القصص فهم حُطَّاب ليلٍ وأشد من ذلك.
السؤال السادس: ما صحة قصة إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى، ونسبة قصيدة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ ……متيم إثرها لم يفد مكبول
وفيها أيضاً في نفس القصيدة:
نبئت أن رسول الله أوعدني ……والعفو عند رسول الله مأمول
فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب: أما بالنسبة للقصيدة فهي في < الآحاد والمثاني > و< الكبرى > للبيهقي فيها مجاهيل مسلسلة بالمجاهيل بمن لا يُعرف حاله، وقد بنى عليها جماعة من أهل العلم في ثبوت صحبة كعب بن زهير هذا، حتى قال ابن عبد البر ما حاصله: أنه لا يعلم في ثبوت صحبه إلا هذه القصة، وإذا كان الأمر كذلك ففي ثبوت صحبته نظر، فإن القصة لم يثبت وقصيدة بانت سعاد من هذه الطريق المسلسلة بالمجاهيل كما في < الآحاد والمثاني > وكما في البيهقي في ترجمة كعب بن زهير هذا من الآحاد، حاصله أن القصة غير ثابتة بما تقدم ذكره.
ومعنى متبول: معناه أنه فقد حبيبته سعاد هذه وأنه قبله صار يهيم وأنه صار مشرد الذهن ومشتت البال وأنه قلبه أيضاً صار فاسداً وصار مشغولاً إلى آخره، متبول بالتاء والباء والواو.
السائل: بقي بالنسبة للشهرة هل هي تكفي في صحة كتابٍ أو قصيدة أو غير ذلك؟
الشيخ: لا بد من النظر في السند، لا بد من النظر في سندها، والشهرة قد تشتهر يا أخي كم من حديث اشتهر عن الفقهاء وهو موضوع وكم من حديث اشتهر عند النحويين وهو موضوع وكم من حديث اشتهر أيضاً بين أهل الحديث وفيه إخلاف بين أهل الحديث منهم من يضعفه، الشهرة لا تكفي، وقد ألف السخاوي رحمه الله < المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة > لخص منه العجلوني أيضاً في < كشف الخفاء والإلباس فيما اشتهر في ألسنة الناس > وربما زاد عليه بعضه، فما تكفي الشهرة لا بد من توفر الصحة ما ذكره أهل المصطلح الثابت هو: ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معلاً، ذكروا شروطاً ستة شروط للصحة، فمجرد الشهرة ليست من شروط الصحة عند أهل الحديث.
السؤال السابع: اتهم شاعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه كان جباناً استدلالاً لما وقع له في إحدى الغزوات من أن امرأة أعطته عموداً ليضرب به رأس يهودي فقال لها: لست لهذا فما صحة هذه الرواية، وما الرد على هذه الفرية؟
¥