تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا كذبٌ، الشعراء هنا في دار الحديث مدرسون وخاصة هنا في دار الحديث في من أهل السنة مدرسون وبعضهم محققون وكذلك خطباء وبعضهم عنده اتقان على عدة فنون من العلم الشرعي ما أمتلئ جوفه بالشعر وإنما إذا دعت الحاجة لنفاحٍ عن حق ولبيان باطل قام ونظم في ذلك وهذا ليس بجديد بل إنه قديم من زمن سلفنا رحمة الله عليهم سواء من شعر الرثاء أو غير ذلك، فمندل بن علي العنزي لما مات رثاه أخوه حبان بن علي العنزي قال:

عجباً يا عمرو من غفلتنا ……والمنايا مقبلات عنقاً

قادمات إلينا مسرعة ………يتخللن إلينا الطرقا

فإذا أذكر فقدان أخي ………أتقلب في فراشي عرقاً

وأخي أيُ أخٍ مثل أخي ……قد يرى في كل شيءٍ سبقاً

وهو محدث أيضاً وإن كان ضعيفاً ويقول الشعر، بل إن البخاري قال بيتاً في الدارمي رحمة الله عليه قال:

إن تبقَ تفجع بالأحبة كلهم ……وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

الإمام البخاري قال هذا البيت لما مات الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمة الله عليه وهو يحبه، هكذا أيضاً والد الإمام ابن كثير رحمه الله يصفونه أنه كان شاعراً وأنه كان خطيباً وإنه أنشد من أبياتٍ له وذكر بعض الأبيات لوالده، وهكذا ابن المبارك شعره كان معروفاً بالشعر الحسن ويذكرونه إليه:

يا جاعل العلم له بازيا ………يصطاد به أموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها ………بحيلةٍ تذهب بالدين

أين رواياتك فيما مضى ……عن ابن عون وابن سيرين

أين رواياتك في سردها ……ترك أبواب السلاطين

إن قلت أكرهت ذا باطلٌ ……زل حمار العلم في الطين

في بعض طرقها ضعفٌ وقرأ علينا بعض إخواننا مما يدل على ثبوتها، وهكذا ابن حزم رحمة الله عليه رد في قصيدة على بعض أهل الزيغ والهوى على الأرميني قال ابن كثير في ترجمته: أرجو أن يغفر الله له في هذه القصيدة، وهكذا ابن الوزير أيضاً كان من الشعراء كان يقول وهو محدث وفقيه ولم تنجب بلادنا اليمنية مثله فيما يذكر شيخنا رحمة الله عليه:

فحينا بطود تمطر السحب دونه ……أشم منيف بالغمام موزر

وحينا بشعب بطن واد كأنه ………حشا قلم تمسي به الطير تصفر

أجاور في أرجائه البوم والقطا ………فجيرتها للمرء أولى وأجدر

هنالك يصفو لي من العيش ورده ……وإلا فورد العيش رنق مكدر

ولا عار أن ينجو كريم بنفسه ………ولكن عارا عجزه حين ينصر

فقد هاجر المختار قبلي وصحبه ………وفر إلى أرض النجاشي جعفر

، وهكذا ابن الأمير الصنعاني له ديوان في الشعر، وكم تعدد وكم تعدد، ابن المبارك من شعره ذلك أنه كان يقول:

وطارت الصحف في الأيدي منشرةً ……فيها السرائر والأخبار تتطلع

فكيف سهمك والأنباء واقعةٌ ………عما قريب ولا تدري بما تقع

أفي الجنان فوز لا انقطاع له ………أم في الجحيم فلا تبق ولا تدع

تهور بصاحبها طوراً وترفعهم ………أذا رجو مخرجها من غمها قمعُ

طال البكاء فلن يرحم تضرعهم ……كلا ولا رقة تغني ولا جزعُ

لينفع العلم قبل الموت عالمه ……قد سأل قوم بها الرجعى فما رجع

وأبيات:

رأيت الذنوب تميت القلوب ……وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنب حياة القلوب ……وخير لنفسك عصيانها

وهل افسد الدين إلا الملوك ……وأخبار سوء ورهبانها

لابن المبارك أيضاً إلى آخر ذلك يطول ذكر الشعر والشعراء بما تعلمونه، وما يعذب أيضاً من الشعر شعر الشيخ حافظ حكمي رحمة الله عليه شعر طيب نظم في العقيدة نظماً سلساً طيباً جداً، وهكذا منظومة ابن أبي زيد القيرواني المقدمة نظمها ذلك صاحب الإحساء فيه بيان العقيدة الصحيحة، وهكذا أيضاً نظم الشيخ أحمد النجمي حفظه الله شاعرٌ مُجيدٌ يقول شعراً نفيساً ينافح فيه عن دين الله وعن السنة، وهكذا أيضاً الشيخ زيد بن هادي شاعر مجيد يقول الشعر وغالب تدويناته يدونها شعراً فلا ينبغي لأحدٍ أن يطعن في سني شاعر يا أخي، إنه يُحتاج إلى السني الشاعر ويحتاج إلى السني العالم ويحتاج إلى السني المحدث والسني الفقيه والسني العاقل ما يستغني عن سني أبداً ما دام على السنة فهو على خيرٍ كثير، إنما أهل الهوى يُذمون ويمقتون أهل البدع والحزبيات والخرافات.

السائل: أتباع أبو الحسن (أبو الفتن) هم الذين يطعنون في شعر أهل السنة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير