يقرأ القرآن بل هو قول جمهور العلماء، لكن الصحيح أن الجنب يقرأ القرآن لأنه ليس بنجس ((سبحان الله إن المسلم لا ينجس)) كذا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي هريرة حين خرج فقال: ((مالك)) قال: كنت جنباً، قال النبي صلى الله لعيه وعلى آله وسلم: ((إن المسلم لا ينجس))، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر الله على كل أحواله والقرآن من ذكر الله {إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} فالقرآن من ذكر الله، وهكذا أيضاً في الأدلة الأخرى أنه جاء النهي أنه ((لا يحل لحائض ولا جنب المسجد)) وأنه لا يحل القرآن إلى آخره كل ذلك عام ما ثبت شيء غاية ما فيها بعض الأحاديث مثل حديث علي الذي فيه جسرة بن دجاجة قال النووي رحمه الله: ضعيف باتفاق أهل المعرفة أو نحو ذلك فعُلم من هذا أنه يجوز للجنب أن يقرأ القرآن وحتى لو مس المصحف فإنه طاهرٌ.
شاهدنا أن القصة وهذا الذي كنا نحن من قبل ترددنا فيه أنها ثبتت من طريق عبد العزيز الماجشون قال: حدثني الثقة عن ابن رواحة، ثم عبد العزيز الماجشون تابعيٌ وإنما ما سمع من ابن رواحة ونافع ما سمع من ابن رواحة وابن الهاد ما سمع من ابن رواحة إنما مقاطيع مع قوله حدثني الثقة لا بأس بقبولها بالإضافة أنها في < ديوانه > هذه الأبيات:
شَهِدتُ بِأَنَّ وَعدَ اللَهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النارَ مَثوى الكافِرينا
وَأَنَّ العَرشَ فَوقَ الماءِ طافٍ ... وَفَوقَ العَرشِ رَبُّ العالَمينا
وَتَحمِلُهُ مَلائِكَةٌ كِرامٌ ... مَلائِكَةُ الإِلَهِ مُقَرَّبينا.
وأضيف أيضاً أن الذهبي يقول: مرسلة نعم كما قال الذهبي مرسلة بهذه الطرق التي سبق ذكرها مرسلة وإنما في طريق عند ابن عساكر صرح بأنه حدثه الثقة، وقول ابن عبد البر في هذا يُقدم لما سبق بيانه أنه قال: ثبت من طرق صحاح يكون بمجموعها لا بأفرادها.
السؤال الثالث عشر: ما صحة أن رجلاً أتى إلى عمر بن الخطاب فقال:
يا عمر الخير جُزيت الجنة ... اكسي بُنياتِ وأمهنَ
فقال عمر: فإن لم أفعل؟ فقال الرجل:
والله عنهن لتسألن ... يوم تكون الأُعطيات منة
إما إلى نار وإما جنة
قال: فبيكى عمر وأمر له بالصدقة؟
الجواب: قصة
يا عمر الخير جُزيت الجنة ... اكسي بنيات وأمهن
أقسمت بالله لتفعلن
قال: فإن لم أفعل، قال:
والله عنهن لتسألن ... يوم تكون الأعطيات منة
إما إلى نار وإما جنة
وفيها أنه أعطاه ثوباً الظاهر بعد ذلك قال: أعطه لذلك اليوم لا لشعره.
هذه القصة من طريق محمد بن يونس الكديمي عن روح بن عبادة عن عوف الأعرابي عن قسامة بن زهير عن عمر بن الخطاب، والكديمي كذاب وقسامة بن زهير ليست له رواية عن عمر بن الخطاب فعُلم ضعفها من وجهين، الوجة الأول: الكديمي كذا، والوجة الثاني: فيه إنقطاع بين قسامة وعمر.
السؤال الرابع عشر: يُروى أن عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله تعالى ترك تدريس طلابه يوماً لشيء وقع منه، فوسّطوا إليه بعضهم فلم يخرج لتدريسهم، فوسطوا بعد ذلك زوجه إليه فخرج إليهم، فكلموه بذلك متعجبين فقالوا: قد أرسلنا إليك من قبل ولم تخرج إلينا فلما أرسلنا زوجك إليك خرجت، فقال:
ليست الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً ... مثل الشفيع الذي يأتيك عُرياً
فما صحة هذه القصة؟
الجواب: القصة فيها فياض بن زهير، وفياض بن زهير ما رأينا من وثقه غير ابن حبان هو من مشايخ ابن حبان، فعلى قول الإمام المعلمي رحمه الله أن مشايخ ابن حبان هم في الطبقة الثانية أوالدرجة الثانية من حيث التوثيق وأن قوله مستقيم أو توثيقه ثقة كتوثيق غيره من أهل العلم وبعد ذلك من كان من مشايخة الذين سبق حديثهم وعرفهم ستبقل القصة، لكن الذي نرى والله أعلم أن توثيق ابن حبان مما يتساهل وهذا الذي جرى عليه أهل العلم أن ابن حبان متساهل وعلى هذا فهو علة هذه القصة فياض بن زهير.
السؤال الخامس عشر: يروى أن علي رضي الله عنه رأى في فم زوجه فاطمة رضي الله عنها عود أراك فغاض منه فقال:
حظيت يا عود الأراك بثغرها ... أما كدت يا عود الأراك أراك
فلو كنت من أهل القتال قتلتك ... وما فاز مني يا سواك سواك
فما صحة هذه القصة؟
¥