تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- أن فيه ردا على من زعم أن المراد هم سكانها، بكون الداخل لها من غيرهم يعتبر غريبا، وأوجز ما قيل في رد هذه الشبهة أن الصيد إن فرَّ إلى الحرم لم يجز قتله، بخلاف إن صِيد في الحل ثم أُدخل فلا شيء في ذلك لأنه صِيدَ لمالِكِه لا للحرم، فيعطى في هذه الحالة محل صيده، أما إن دخل وهو حيٌّ فيعطى في هذه الحالة الظرف الذي هو فيه، وقد أخرج عبد الرزاق في المصنف (8368) وابن أبي شيبة (15595) عن ابن جريج عن عطاء قال:"إن رميت صيدا في الحل فدخل في الحرم فمات فيه فلا تأكله ولا غرم عليك فيه" وكل هذا في بيان حرمة الحرم وما حل به من الدواب فمن الناس أولى وأحرى.

نصيحة إلى المجاورين

هذا ولا بد من بيان أمر مهم يتعلق بالمجاور الذي يسعى في مرضاة الله تعالى أن يعلم أمورا لا بد من معرفتها حتى تستقيم له مجاورته ويحصل منها الغرض المرجو من ورائها وألخصها في النقاط التالية:

- لا بد على المجاور أن يحرص على ما ينفعه ولا يشغل نفسه بأمور تصرفه عن مقصده الشرعي في الرحلة والتغرُّب.

- لا بد عليه أن ينقاد في الطاعة بالمعروف لولاة الأمور، من غير معصية الله تعالى، فإن هذا مقصدٌ أساسي في استيطان أي بلدة.

- أن لا يخالف عرف الناس وما هم عليه من التقاليد والعادات.

- أن يرجع فور إنهاء غرضه حتى يدخل السرور على أهله وعشيرته لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين (50) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".

- أن يتقي الله تعالى في نفسه فهو جماع الخير كله.

خاتمة

هذا وأسال الله تعالى الكريم المنان أن يوفقنا للحق أينما كنا، وأن يجعلنا مباركين في حلنا وترحالنا، وأسأله سبحانه أن يعين طلبة العلم في أقطار العالم أجمعين على التمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، فإن مثل هؤلاء عزيز وجودهم رغم بقاء الخير والحق في هذه الأمة، واسأله تعالى أن يوفق من يعين طلبة العلم ويخدم سنة الرسول الأمين صلى الله عليه سلم وأن يثبت له الأجر والمثوبة وأن يديم عزه ونصره إنه تعالى سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلى وأعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم

أبي رقية آل شطارة الجزائري

21 رجب 1431هـ

بالمدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام


(32) البخاري (1870) ومسلم (3306).
(33) انظر على سبيل المثال (لسان العرب لابن منظور)
(34) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (صلح).
(35) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (رسل).
(36) تيسير علم أصول الفقه لعبد الله بن يوسف الجديع (2/ 55).
(37) انظر لسان العرب مادة (خلف)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (حرف الخاء).
(38) معجم مقاييس اللغة مادة (خلف).
(39) أحرجه البخاري (661) وعند مسلم (648) قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر:" اسمع وأطع وإن كان عبدا مجدّع الأطراف".
(40) أحرجه البخاري (6830) مسلم (1840).
(41) أحرجه البخاري (4886) ومسلم (5624).
(42) أخرجه الحمَيدِي (561) وأحمد (16856) و (16864) و (16874) و (16891) و (16896) وأبو داود (1894) وابن ماجة (1254) والترمذي (868) والنَّسائي (585) و (2924) وفي "الكبرى" (1574) و (3932) و"ابن خزيمة" (1280) وفي (2747) وإسناده صحيح على شرط مسلم انظر إرواء الغليل (2/ 238) رقم (481).
(43) أخرجه البخاري (6178) ومسلم (4552).
(44) قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 203) لأبي طالب المكي المتوفى سنة (386هـ) تحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - الطبعة: الثانية (1426 - 2005م).
(45) البخاري (1804) و مسلم (5000).
(46) مسلم (6952) و (6953) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(47) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، (3/ 927) تحقيق د. علي الدخيل الله، دار العاصمة 1412هـ.
(48) البخاري (6502).
(49) البخاري (1349) و (1833) و (2090) و (2433).
(50) البخاري (1804) مسلم (5000).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير