تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بول الأخطبوط العرّاف

ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:20 ص]ـ

الأخطبوط الألماني: بول العراف توقع نتائج سبع مبارايات جاءت فيها كهانته صادقة مطابقة للواقع، ولا يقع من حيوان في العادة شيء كهذا، فلما تكرر صدق كهانته في وقائع متعدده متتالية من غير أن تتخللها مخالفة حصل ظن عند السامع بصدق كهانته القادمة، وهذا الظن قد يدفعه المؤمن باعتقاده الناشئ من دينه، وقد يدفعه المؤمن وغير المؤمن بعلمه الصادر من معارفه الضرورية، كأن يعلم أن مثل هذا لايمكن تحصيل معرفته بطريق حيوان لا يعقل.

فهذا علم اجمالي يحصل به دفع هذا الظن.

على أنه يمكن الوقوف على تفسير لهذا الصدق المتتابع المتحصل من العراف بول بمعرفة طريقة التوقعات الصادره منه.

وطريقتهم في ذلك أنهم يجعلون الأخطبوط المسمى ببول بين سلتين من الطعام، ويجعلون على السلتين عَلَمي الفريقين المتباريين، فيقوم الأخطبوط بالأكل من إحدى السلتين، فما أكل منها كان هذا توقعا منه بفوز الفريق الموجود عَلَمه على السلة.

وحيلتهم في ذلك أنهم يقومون بعمل توقعات مسبقة مبنية على معطيات معرفية متضمنه لتاريخ الفريقين ومستواهما في المونديال وظروف المبارة القادمة كتغيب نجوم أحد الفريقين مثلا، مما يحصل معه ظن غالب، على أساسه يتم تحديد هوية الفريق الفائز، ثم تأتي الخطوة الثانية في اكمال هذه الحيلة، وهي- والله أعلم- أنهم يجعلون في إحدى السلتين التي تحمل علم الفريق الذي يتوقعون فوزه الطعام الذي يحبه الأخطبوط، أو ربما جعلوا فيها رائحة جاذبة له، او أي شيء اخر مما يحفز الأخطبوط على اختيار السلة التي تحمل علم الفريق الذي يتوقعون فوزه.

ومن هذا التحليل نصل إلى أن الأخطبوط لا مدخل له في عملية التوقع، وبقي أن يقال: لكن هذا لاينفي صدق كهانة أصحاب الحيلة، فليس في هذا إلا نفي الكهانة عن الاخطبوط واثباتها لهم.

والجواب: بتقدير أن مثل هذا يسمى كهانة، فليس هو من الكهانة المحرمة، لأن كل ما معهم ظن غالب مبني على معطيات معرفية كما تقدم، وصدقهم المتتالي لا عجب فيه لانبنائه على علم تحليلي يعرفه المختصون بالرياضة يحصل به الظن الغالب.

ومما يدل عليه أن المرشح الأقوي لنيل هذه الكأس هو الفريق الذي فاز بها، فظهر صدق ترشيحهم، وكذلك المواقع الالكترونية توقعت بالنسب المؤية توقعات صائبة، ولكن هذه التوقعات لأنها تخلو من عنصر الغرابة لم تكن مثيرة، لأنه يتم اسناد التوقعات فيها لأسباب حسية، ولأن أصحابها من العقول الرياضية، فليس فيها ما يكون جالبا للدهشة، بخلاف ما لو كان صاحب التوقعات حيوانا، وكان افصاحه عن الفريق الفائز بالأكل من السلة التي تحمل علمه، فحصول الدهشة كان جائيا من حصول المعرفة التي مصدرها الظن الغالب، مع انعدام أسباب المعرفة، ولا شك أن حصول المعرفة مع عدم توافر أسبابها موجب للعجب.

ولا يقال: أن الظن الغالب ربما تخلف ووقع مقابله، فكيف لم يتخلف في كل توقعاته، لأنّا نقول بموجَبه، لكن عدم وقوع مقابله ليس فيه إحالة عقلية، فوقوع الظن الغالب دائما أو أكثريا لا يخالف موجَب العقل، بل الذي يتضمن الإحالة العقلية هو وقوع غير الغالب على الظن دائما أو أكثريا.

على أن هذه التوقعات الصادرة من بول العراف هي سبعة توقعات فليست دائمية ولا أكثرية.

ومما يدل على هذه الحيلة -التي جلبت من أجل الترويج سياحيا للمكان الذي يقطنه العراف بول، او لتوظيفه مستقبلا في عمليات دعائية- انهم أعلنوا اعتزال العراف بول بعد نهاية المونديال، وإعلان الاعتزال مطلب ضروري لئلا يخسر مكانته لو استمر في وظيفة العرافة، فمن الموقطوع به أنه لو استمر فسيظهر أنه لا يمكنه الصدق في كل الوقائع، فلا يمكن للساسة أو التجار ان يستنطقوه لكي لا تسقط نجوميته، و يدل عليها كذلك أن توقعاته لا يكون فيها تبيين لعدد الأهداف، لأنه ليس في ما عندهم من معطيات ما يفيده، فلو جعلوه من توقعاته لكان احتمال عدم صدقه كبيرا، فتقل مصداقيته عند السامع.

ومن الطريف: أن بعضهم اقترح أن يكون في البلاد العربية ضب يقوم بمهمة بول.

والأمر أقل من أن يكتب فيه، لكن تفسير حقيقته مما تأنس به النفس، وربما وقع في القلوب طلب لتفسيره.

ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 11:30 م]ـ

اسمح لي تحليل غير مقنع ..

ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 01:31 ص]ـ

هو حيوان لا يملك من الأمر شئ

يوضع أمامه خياران ويختار

وتأتي المصادفة

وانتهى الأمر

ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[18 - 07 - 10, 02:46 ص]ـ

عدم قناعتك حكم انطباعي، لأنك لم تدلل عليه.

والأحكام الانطباعية لا تصلح للمناقشة، فاسمح لي أن أقول لك: لا تدون في المنتديات الحورايه انطباعاتك الشخصية دون أن تذكر سبب هذا الانطباع.

أما أن الأمر مجرد مصادفة في الاختيار، فماذا لو أن هذا الحيوان أكل من السلتين؟ وهذه الحادثة منقولة على الهواء مباشرة أمام القنوات الفضائية، ومع وجود الصحافيين.

فالذي يقضي به العقل أنهم وضعوا ترتيبات مخصوصة تحفزه وتهيجه على اختيار إحدى السلتبن.

والأمر الثاني: أن إسناد هذا الاختيار إلى أسباب حسية دفعت الحيوان إلى اختيار ما يتوقعون فوزه بالمباراة أقرب إلى العقل من جعل هذا الاختيار مستندا إلى الصدفة المحضة، وإن شئت فقل بلغة العقلانيين: إن الترجيح بغير مرجح ممتنع.

والأمر الثالث: أيهما أقرب إلى العقل والحقيقة أن يقال:إن الحيوان اختار سبع مرات متتالية سلة الفريق الذي سيفوز بمجرد الصدفة؟ أو أن يقال: إن اختياره للطعام بسبب مهيج موجود بالسلة، ووضعهم للمهيج في هذه السلة دون الأخرى كان لأسباب فنية يعرفها المختصون وتكون متوقعة بدرجة كبيره؟

ولاشك ان تخلف التوقعات وارد، ولكن لا يمكن مقارنته بالتخلف الذي يكون مصدره الصدفة، فالذي يجوّز وقع مصادفة سبع مرات متتالية، لاشك أنه يقول: إن وقوع توقعات مبنية على معطيات معرفية أولى، وإذا كان هو الأولى كان تركه لغير الأولى أخذا للأضعف المستبعد في مقابل الأقوى الأقرب.

[صارت مسألة عقلية]:) ?

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير