وعند مسلم من حديث عمران بن حصين قال بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال «خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة». قال عمران فكأني أراها الآن تمشى في الناس ما يعرض لها أحد. ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn41))
قوله صلى الله عليه و سلم في الناقة التي لعنتها المرأة (خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة) وفي رواية لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة إنما قال هذا زجرا لها ولغيرها وكان قد سبق نهيها ونهى غيرها عن اللعن فعوقبت بإرسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق , فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الابعاد من رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة وهي الإبعاد من رحمة الله تعالى فهو من نهاية المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه ولهذا جاء في الحديث الصحيح لعن المؤمن كقتله. ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn42))
المبحث السادس: الحق في عدم تغير خلقته.
من أعظم الذنوب تغير خلقت الله سبحانه وتعالى , التي توعد الله عليها عباده أشد العذاب كما في قوله جل وعلا: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)}
[النساء: 117 - 121]
يقول القرطبي: ((قالت طائفة هو الخصاء وفق ء الأعين وقطع الآذان، قال معناه ابن عباس وأنس وعكرمة وأبو صالح.
ثم قال: وذلك كله تعذيب للحيوان، وتحريم وتحليل بالطغيان، وقول بغير حجة ولا برهان.
والآذان في الانعام جمال ومنفعة، وكذلك غيرها من الاعضاء، فلذلك رأى الشيطان أن يغير بها خلق الله تعالى)) ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn43)) .
وفي السنة مايدل على تحريم تغير خلق الله في البهائم , من ذلك:
عن جابر أن النبى -صلى الله عليه وسلم- مر عليه حمار قد وسم فى وجهه فقال «لعن الله الذى وسمه». ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn44))
ففيه النهي عن وسم الوجه لأنه من تغير خلق الله وهو محرم كما ذكر أهل العلم. ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn45))
ومن تغير خلق الله الخصاء فلا يجوز خصاء حيوان لا يؤكل لا في صغره ولا في كبره قال ويجوز خصاء المأكول في صغره لان فيه غرضا وهو طيب لحمه ولا يجوز في كبره ووجه قولهما انه داخل في عموم قوله تعالي إخبارا عن الشيطان (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn46))
([1]) من مقال لأحمد الكبيسي حقوق الحيوان والرفق به في الشريعة.
([2]) تفسير ابن كثير / دار طيبة - (4/ 557)
([3]) تفسير البغوي - (5/ 9)
([4]).تفسير القرطبي - (10/ 70)
([5]).قال تفسير الطبري - (17/ 168)
([6]).تفسير الكشاف - (2/ 555)
([7]) مفتاح دار السعادة - (1/ 235)
([8]) مفتاح دار السعادة - (1/ 245)
([9]) تفسير الطبري - (17/ 170)
([10]).في ظلال القرآن - (5/ 381)
([11]) أخرجه البخاري باب الجهاد ماض مع البر والفاجر برقم 2852 , ومسلم باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
¥