[" إن كان الخمر يذهب العقل، ففي الغناء غفلة القلب "]
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 02:35 م]ـ
[" إن كان الخمر يذهب العقل، ففي الغناء غفلة القلب "]
http://bawady.maktoobblog.com/1609537/%d8%a5%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b1-%d9%8a%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%8c-%d9%81%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%ba%d9%81/
بقلم / أحمد بوادي
" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
لن يكون مقالي هذا للإستدلال على حكم الغناء انطلاقا من الأدلة والنصوص الشرعية
التي تناولها المحرمون وردها المبيحون على أنها أدلة غير صريحة أوغير صحيحة،
وإنما ردا على المبيحين للغناء تنزلا معهم على أنها مباحة في زعمهم عدم وجود النص
الشرعي الدال على تحريم الغناء فيبقى الأصل على أنها مباحة.
مع أن عدم وجود نص صحيح أو صريح من الكتاب والسنة، لا يلزم منه كون الأشياء مباحة باطلاق وإلا لوجب عليهم اباحة المخدرات والتدخين وإباحة قيادة المرأة للسيارة لمن يقول بحرمتها فقد يصير المباح غير مباح بما يترتب عليه من نتائج لا من حيث كونه مباحا
قيادة المرأة جائزة بالأصل ولا يوجد دليل يحرم عليها ذلك
لكن لما كانت قيادة المرأة يترتب عليها مفاسد عظيمة دلت النصوص
العامة وقواعد أهل العلم على منعها مع ما قد يصاحبها من بعض الضوابط
التي تجعل المفسدة أقل من غيرها منعها بعض أهل العلم، فما بالك بالغناء والاستماع إليه من النساء ومخنثة الرجال وحصول المفسدة متحقق
فلا يصح على أي حال
اغفال مقاصد الشريعة وإهمال أصولها وعدم النظر إلى قواعد وضوابط هذا العلم الشريف
الذي من شأنه حفظ الدين على أهله مع الأخذ بعين الاعتبارالمفاسد المترتبة على اطلاق
هذا القول على أن ذلك الأمر مباح، لعدم وجود نص صريح وصحيح دال على التحريم
فالمباح إن كان ذريعة لممنوع فهو ممنوع من باب سد الذرائع، لا من جهة كونه مباحا،
كما أن المباح قد يتعلق به ما يصير به غير مباح كالمال إذا لم تؤد زكاته والخيل إذا ربطها تعففا ولكن نسي حق الله في رقابها
وقد يكون المباح ذريعة إلى منهي عنه فيكون من تلك الجهة مطلوب الترك
وكما أن الإباحة بحسب الكلية والجزئية تتجاذبها الأحكام
فالمباح بالجزء، قد يكون مطلوبا بالكل على جهة الوجوب
كالطعام والشراب والبيع والشراء
كما أن المباح بالجزء قد يكون منهيا عنه بالكل على جهة المنع
فيكون الغناء من هذا الجزء إن سلمنا لهم باباحته وعدم وجود نص على تحريمه
وكما قيل أن ابليس يفتح للمرء تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من الشر.
قال تعالى: " لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين، إنما يأمركمبالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ".
قال الغزالي رحمه الله:" إن المداومة على المباح قد تصيره صغيره، كما أن المداومة على الصغيرةتصيرها كبيرة ". ومن هنا قيل: لا صغيرة مع الإصرار "
، وما ذكرته آنفا من مسائل متعلقة بالمباح
قد تكلم عليه وبسطها الشاطبي في مبحث المباح بموافقاته 1/ 95 فليرجع إليه لأهميته
وقد تناولت جزءا من الحديث حول المباح في مقالي
” اغلقوا هذا الباب “
وما أروع ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين 1/ 87
" أن صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي انعم بها على عباده بل
ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساقا الإسلام،
وقيامه عليهما، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد،
والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحري الحق،
وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته إتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة
الخلق وترك التقوى00ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم:
¥