تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أصبحت تسمع من داره أو سيارته صوت أم كلثوم أمل حياتي وبعيد عنك حياتي عذاب

أين ستذهب تلك الهيبة وأين سيصبح ذلك الوقار، وترتيله القرآن ناهيك عن سماع لغيرها

من الفاجرات ومخنثة الرجال

دعاتنا ومشائخنا وأخواننا من أهل الصلاح، هل نبحث عنهم بمجالس الذكر، وحلق القرآن

أم نتواعد معهم في الملاهي والمهرجانات؟؟!!!

ائتوني بمطرب واحد فقط غير فاسق لا يجالس النساء المتبرجات

ولا يتورع عن الجلوس في أماكن شرب الخمور وائتوني بمطربة واحدة فقط

غير متبرجة، أو ليست فاجرة فاسقة، ولا تخالط الرجال أو تمتنع عن الجلوس على موائد

الخمور إن لم تكن تضرب به الكؤوس مع المطربين من الرجال

هل هؤلاء الذين يدعوننا هؤلاء الدعاة لسماع أصواتهم بدلا من الإنكار عليهم

بخ بخ، أنها لقسمة ضيزى ما أريد بها وجه الله

أين الحب في الله، والبغض في الله، أين الولاء والبراء مما يفعله هؤلاء

بفتاويهم، أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ألا تخجل من الله أولا ومن الناس ثانيا ومن نفسك ثالثا

يا من تدعو إلى سماع الغناء من هؤلاء. وممن الغناء إن لم يكن منهم؟؟!!!

يكفيك من الغناء قبحه وفساده أنه لا يفعله إلا أهل الفسق والمجون، والتمايل

وأصحاب الهوى والشهوات والملذات

هل هؤلاء من تدعوننا إلى الإستماع إليهم

أليس من الغيرة على الدين والحب في الله والبغض به

أن لا تتعلق قلوبنا بسماع اغانيهم

والله لو لم يوجد دليل على تحريم الغناء لكان ما يترتب عليه من مفاسد

لكاف للقول بحرمته

أخي المسلم:

إذا نظرت إلى المبيحين للغناء نجد أن معظمهم في عصرنا

ممن يذهبون إلى الأقوال الشاذة، ممن يقولون بجواز مصافحة الرجل للمرأة وممن يفتون للمثلات

التائبات للرجوع إلى التمثيل على أنه جائز ومباح حتى مع الرجال والمكياج

وتجدهم ممن يمنعون الجهاد، وتحاط بكثير منهم الشبهات، من الجالسين مع المتبرجات

فهل تظن أنهم ينكرون الغناء وهم لا ينكرون على الجالسات معهم تبرجهن

فهل بعد كل هذا ننتظر منهم فتوى على تحريم الغناء

لا يعقل أن يصدر هذا أبدا من أصحاب الهوى والشهوات

وإن كان الغناء مباحا فهل يفتي لنا المبيحون له سماع أغاني المطربات ومخنة الرجال من المطربين سماعه بالمسجد، هل من فعل ذلك يصبح آثما

ومن ذهب إلى جواز سماع الغناء فهل يفتي للنساء بالغناء، وسماع الرجال لهن

فإن كان لا يفتي لهن فكيف يسوغ للناس سماع اصواتهن

وإن كان يذهب إلى جواز الغناء للمرأة وسماع الرجال لهن فكيف يستقيم هذا القول

مع قول الله تعالى: " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ "

وأي فتنة أعظم للرجل من سماع صوت المرأة وهي ترقق صوتها

وتطرب السامعين بلذة انغام الحانها وكلمات الحب والعشق والغرام وذكر المحبوب

فكيف إن اجتمع مع الغناء هذه الأيام العري والفسق والمجون والتمايل

أم ستقول للمستمع لا تنظر إليها واستمع إلى صوتها

قليلا من الخجل والحياء يا من تسمون أنفسكم دعاة ومفتون

الغناء قديما لم يكن في هيأنه وصورته التي أصبح عليها الآن حتى نتناوله على أنه مباح

ونستدل بأقوال من أباحه على واقعنا اليوم

فقد أصبح تعلق الناس به أكثر من تعلقهم بطعامهم وشرابهم وملبسهم ونومهم

أصبح الغناء يرافقهم بكل أماكن حياتهم بمنازلهم، بالشوارع، بالسيارات، بالمدارس

نغمات الهاتف، منبه الهاتف للعمل، وفي العمل، وفي المدرسة، وفي الرحلة، وعند النوم والإستيقاظ

حتى أنهم يطربون وهم جالسون لقضاء حاجتهم، وكل مرافق الحياة سماعات الهاتف لا تغادر آذانهم وهم يستمعون إلى الغناء

فهذا بلاء عظيم يجب العمل للتخلص منه لا العمل على انتشاره وزيادة تغلغله،وترويجه

طالما أنه حلال من يمنع هؤلاء عن التوقف عن سماعه في ظل الفتاوى التي نسمعها

والأمة غارقة من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها بالغناء المؤدي إلى الفساد والرذيلة والفحشاء

تخيل لو منع الغناء، هل سنرى الكاسيات العاريات اللاتي اعتادت الأمة على رأيتهن

هل سنجد مسارح الرقص والمهرجانات التي تنتشر بها الرذيلة ويكثر فيها المتبرجات وسقط الناس

كيف سيكون اقبال الناس على استماع القرآن وحضور مجالس الذكر، وصلاح الأمة

والله لن تصلح الأمة إلا أذا تركت الغناء، وستغرق بالفساد والبعد عن الله

طالما أنها تستمع إلى الغناء

وإن أردنا أن نتحدث عن سماع الغناء قديما لمن كان يفعله لم يكن حاله كاليوم

ونحن نحسن الظن بهؤلاء العلماء المتقدمون ممن قالوا بجواز الإستماع للغناء

على أنهم لن يتأخروا بالقول على حرمته بالصورة التي هي عليه الآن

فقد كان مقتصرا على الجواري وفي المجالس الخاصة، ولم يكن في صورته الحالية

لم تكن الأمة متعلقة به كما هو الحال الآن، ولم يكن الغناء تعد له المسابقات والمهرجانات

من ولم يكن من فعل الأحرار ومن فعله من الرجال كان يعد مخنثا

ولم يكن منتشرا بين الناس في أشرطة يستمع إليها في كل لحظة وكل حين

" وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير