تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وظائف شهر شعبان (2)]

ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 07:46 م]ـ

الوظيفة الثانية: فضل ليلة النصف من شعبان

خرج ابن ماجه من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) –حسنه الألباني , وقال عامر ياسين محقق اللطائف: صحيح بشواهده-

وفي فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث أُخر, منها ماهو موضوع , ومنها ماهو واه , ومنها ماهو ضعيف بعلة يسيرة , قال عامر ياسين بعد الكلام على عدد من الأحاديث التي ذكرها ابن رجب , وذكْره لشواهد تجبر هذا الضعف (فهذه أسانيد عدة , لا يخلو شيء منها من ضعف بانقطاع أو إرسال أو جهالة أو سؤ حفظ , وبعضها واه , لكنها سليمة من المتروكين والمتهمين إلا حديث علي الأخير , فحري باجتماعها أن يشدها وينتشلها من ضعفها ويصححها أو يحسنها على الأقل.

وقد مال العقيلي والدارقطني وابن الجوزي إلى أنه لا يثبت في الباب حديث , وهو حق كما رأيت , لكن هذا لا يعني أن اجتماع الضعاف غير ثابت , وقد قوى الرواية في هذا الباب البزار وابن حبان والبيهقي والمنذري والهيثمي والألباني. والله أعلم) ا. هـ

قال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال , ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان. قال: وأستحب كل ماحكيت في هذه الليالي.

وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة.

فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب , وأن يقدم على ذلك التوبة , فإن الله يتوب فيها على من يتوب.

الوظيفة الثالثة: ماجاء في النهي عن صوم مابعد النصف من شعبان , وبيان ضعف ذلك.

خرج الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان) وصححه الترمذي وغيره

وهذا الحديث منكر , ذهب إلى ذلك عبدالرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي والأثرم.

قال الإمام أحمد: لم يرو العلاء حديثا أنكر منه.

وقال الأثرم: الأحاديث كلها تخالفه. يشير إلى أحاديث صيام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كله ووصله برمضان ونهيه عن التقدم على رمضان بيومين , فصار الحديث حينئذ شاذا مخالفا للأحاديث الصحيحة

ومن صححوا الحديث اختلفوا في العمل به:

فقال الطحاوي: هو منسوخ. وحكى الإجماع على ترك العمل به. قال ابن رجب:وأكثر العلماء على أنه لا يعمل به.

وقد أخذ به آخرون –منهم الشافعي - ونهوا عن ابتداء التطوع بالصيام بعد النصف من شعبان لمن ليس له عاده.

أما صيام يوم النصف منه , فغير منهي عنه , فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر, وقد روى ابن ماجه –بإسناد ضعيف- عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها , فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له , ألا من مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه , ألا كذا ألا كذا , حتى يطلع الفجر) –قال عامر ياسين محقق اللطائف: موضوع , ونقل عن العراقي بأنه قال: باطل , والألباني بأنه قال: موضوع السند-

* الاختصار من كتاب (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله

* عبدالله الغامدي – كلية الشريعة بالرياض

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير