تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا قرأت كتابين أو ثلاثة، ثم علقت على جنباتها ما قرأت من الفوائد، ثم لخصتها ونظمتها وجعلتها في دفتر فيكون لديك كثير من الفوائد المنتوعة: في المعتقد، وفي الأصول، وفي الجرح والتعديل، وفي النحو … وهلم جرا.

واجعل لك دفترأً شاملاً مقسماً، بحيث يكون فيه: قسم للفوائد الأصولية، وقسم للفوائد النحوية، وقسم للجرح والتعديل … وهلم جرا، فسترى أنك تستطيع أن تحضر دروساً ومحاضرات، وتكتب بحوثاً في كل فن على حدة خاصة أن هذه الفوائد قل ما تكون موجودة في كتاب مجموع، وأنت قد وجدتها في كتب متفرقة.

وأزيدك أيضاً فائدة تجعل العلم لا يتفرق من ذهنك، ويبقى ميسراً إذا أردت تَذَكَّرهً: فمثلاً إذا قرأت كتاباً في الرؤى والأحلام، ثم قرأت كتباً أخرى متنوعة، ومن هذه الكتب استخرجت فوائد تتعلق بالرؤى والأحلام، فاحرص كل الحرص على أن تفرغ هذه الفوائد من جميع هذه الكتب بأرقام الصفحات فقط، على الغلاف الداخلي لكتاب الرؤى والأحلام، فتقول: انظر الاعتصام (1/ 121) انظر إعلام الموقعين (2/…) إلخ.

ولن تعرف قيمة هذا الحصر إلا إذا أردت أن تقرا قراءة مستقلة في هذا الموضوع، فترى أنك جمعت متفرقات، وألفت بين مختلفات في موضوع واحد، وإذا رتب الكلام في الموضوع فترى أنك أحطت بأوله وآخره. وهذا الكلام مجرب ومقروء ومشاهد، كذلك إذا سمعت فائدة خارجية فاحرص على أن تضيفها للكتاب، ومع كثرة الفوائد الخارجية يخرج لك كتاب آخر ".

وبعد هذه النقول يمكن أن ألخص الطرق التي تقيد بها الفوائد بما يلي:

1 - تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب.

2 - تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية.

3 - تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات.

4 - تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد.

5 - تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها.

ومن المهم هنا الإشارة إلى بعض الأخطاء التي قد يقع فيها كثير ممن يقرأ الكتب فيما يتعلق بتقييد الفوائد، من هذه الأخطاء:

1 - إهمال تقييد الفائدة بحجة أنه يعرفها قال الإمام النووي –رحمه الله – وهو يرشد الطلاب إلى تعليق الفوائد: " ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت، بل يبادر إلى كتابتها،ثم يواظب على مطالعة ما كتبه … ".

2 - عدم عزو الفائدة لأهلها فقد قيل من بركة العلم أن يعزى إلى أهله.

إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأدمن شكره أبدا

وقل فلان جزاه الله صالحة أفادنيها وألق الكبر والحسدا.

3 - الاشتغال بالفوائد أثناء البحث، إذا كنت تبحث عن مسألة ما وأثناء تقليبك للكتاب وجدتَ فائدة فلا تنشغل بها لأن الفوائد كثيرة، وقد يضيع عليك الوقت لانشغالك بهذه الفوائد، وإن علَّمت على هذه الفوائد وأشرت إليها بالقلم فهذا حسن، حتى تنتهي من بحثك ثم تعود إلى هذه الفوائد.

4 - تأخير تقييد الفائدة، قال الإمام النووي –رحمه الله -: " ولا يؤخر تحصيل فائدة –وإن قلت – إذا تمكن منها، وإن أمن حصولها بعد ساعة، لأن للتأخير آفات، ولأنه في الزمن الثاني يحصل غيرها ".

5 - التقليل من شأن الفوائد التي يأتي بها القرين.

وأخيراً أشير إلى أهم ثمرات تقييد الفوائد، منها:

1 - حفظ العلم.

2 - إيجاد مادة تستفيد منها عند الكتابة أو تحضير موضوع أو خطبة أو كلمة وغير ذلك.

3 - تقييد الفوائد يسهم في رسوخ المعلومات في ذهن القارىء.

4 - تقييد الفوائد يعطي ملكة عند الحديث وإفادة الآخرين.

5 - يسهل الرجوع إلى الكتاب الذي سبق قراءته وتكرار الاستفادة منه.

6 - الفوائد ثمرة تجارب ومشاهدات فهي كالرحيق من الزهرة وكالشهد من العسل. وهي خلاصة الخلاصة، والعرب تقول: " يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق ".

اسم الكاتب: عبدالإله الشايع

ملتقى أهل الحديث

المصدر: موقع المشكاة:

http://www.almeshkat.net/index.php?pg=droos&ref=129

.

ـ[محبة الجنه]ــــــــ[01 - 12 - 07, 03:48 م]ـ

بارك الله جهودكم

وجعل الفردوس الأعلى سكنانا وسكناكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير