[معنى: وكان نومه صدقة عليه]
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[26 - 07 - 10, 08:53 م]ـ
عن ابي ذر او ابي الدرداء - شك شعبة - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها الا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له اجر ما نوى.
صححه الالباني
قال صاحب رهبان الليل: وقوله ((وكان نومه صدقة عليه))
قال الباجي: يعني انه لا يحتسب عليه به ويكتب له اجر المصلين
من كتاب رهبان الليل ج1 ص 164 - 165
اشكل علي معنى هذا اللفظ من الحديث ولم يتضح لي معنى كلام الباجي رحمه الله
فمن لديه فضل علم فلتحفنا به مشكورا ماجورا
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[27 - 07 - 10, 02:04 م]ـ
يريد الباجي أنه لا يحتسب عند الله أنه نام تلك الساعة بل يأخذ أجر قيامها , لأن الأعمال بالنيات.
وللفائدة:
وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في غزاة فقال: ((إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم؛ حبسهم المرض)) وفي رواية: ((إلا شركوكم في الأجر)) (17) رواه مسلم.
5 - ورواه البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: ((رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلي الله عليه وسلم فقال: ((إن أقواماً خلفنا بالمدينة ما سلكنا شِعبا، ولا واديا إلا وهم معنا، حبسهم العذر))
الشرح:
قوله: ((في غزاة)) أي في غزوة.
فمعنى الحديث أن الإنسان إذا نوي العمل الصالح، ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له أجر ما نوي
أما إذا كان يعمله في حال العذر؛ أي: لما كان قادراً كان يعمله، ثم عجز عنه فيما بعد؛ فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)) صحيح البخاري - فالمتمني للخير، الحريص عليه؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله، ولكنه حبسه عنه حابس، كتب له أجره كاملاً.
فمثلاً: إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد، ولكنه حبسه حابس، كنوم أو مرض، أو ما أشبهه فإنه يكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماماً من غير نقص. وكذلك إذا كان من عادته أن يصلي تطوعاً، ولكنه منعه منه مانع، ولم يتمكن منه؛ فإنه يكتب له أجره كاملاً، فإنه يكتب له الأجر كاملاً. وغيره من الأمثلة الكثيرة.
أما إذا كان ليس من عادته أن يفعله؛ فإنه يكتب له أجر النية فقط، دون أجر العمل.
ودليله: أن فقراء الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله سبقنا أهل الدثور بالأجور، والنعيم المقيم _ يعني: أن أهل الأموال سبقوهم بالصدقة والعتق- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بشي إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد إلا من عمل مثل ما عملتم!! فقال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين)) ففعلوا، فعلم الأغنياء بذلك؛ ففعلوا مثلما فعلوا، فجاء الفقراء إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا؛ ففعلوا مثله، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)) والله ذو الفضل العظيم. ولم يقل لهم: إنكم قد أدركتم أجر عملهم، لكن لا شك أن لهم أجر نية العمل.
ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن آتاه الله مالاً؛ فجعل ينفقه في سبل الخير، وكان رجل فقير يقول: لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان، قال النبي صلي الله عليه وسلم: ((فهو بنيته فهما في الأجر سواء)).أي سواء في أجر النية، أما العمل فإنه لا يكتب له أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله.
وفي هذا الحديث: إشارة إلى أن من خرج في سبيل الله، في الغزو، والجهاد، فإن له أجر ممشاه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا ولا شعبا إلا وهم معكم)).
ويدل لهذا قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (التوبة:120/ 121).
ونظير هذا: أن الرجل إذا توضأ في بيته فأسبغ الوضوء، ثم خرج إلي المسجد؛ لا
يخرجه إلا الصلاة؛ فإنه لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة.
وهذا من فضل الله - عز وجل - أن تكون وسائل العمل فيها هذا الأجر الذي بينه
الرسول صلى الله عليه وسلم. والله الموفق. اهـ.
شرح رياض الصالحين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (المجلد الأول - ص 37 و 38)
¥