تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تجد نعمه يُنعم بها على العبد مثل أن يهيأ الله له الأسباب الظاهرة والباطنة للعلم، الباطنة من إخلاص يجد حلاوته ولذته وحب صادق لله سبحانه وتعالى أنه يريد هذا العلم ويريد أهله.

تجد الرجل في الإجازة يستطيع أن يذهب يميناً وشمالاً ويستطيع أن يسافر وأن يستمتع يقول لا بل اجلس أطلب العلم، يتعارض مع درس يتعارض مع حكمة، يأتيه اللهو، العبث، وثق ثقة تامة أنك إن كافحت وأنت تقول لا أفهم فيه والله الشيخ مستواه فوق مستواي، ما في شي اسمه مستواي فوق مستواك، هذا نور هذا رحمه، هذه فتوحات من الله سبحانه وتعالى. الله سبحانه وتعالى من حكمته وعلمه سبحانه وتعالى حتى نعلم جميعاً أننا أفقر ما نكون و أحقر ما نكون أمام عظمة الله سبحانه وتعالى، كل آيات العلم قَلَ أن تنظر إلا وجدت فيها سراً عجيباً، صُدِرت بأوتوا، (وقال الذين أوتوا العلم)، (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم) ما في شي لنا نحن ما فينا نصل إليه،أوتوا، وعلمك ما لم تكن تعلم، وعلمك ما لم تكن تعلم، ففهمناها سليمان هذه المعاملة مع الله، الشخص يعطى أسباباً عجيبة غريبة وهذه الأسباب إذا كملت، قصر الزمان وفتح على الإنسان وحاز رضى الرحمن.

هذه الأسباب إذا اجتمعت أسباب داخليه قائمه على الحب الصادق لله سبحانه وتعالى، الإخلاص لله جل جلاله، يتوجه الإنسان إلى الله بكليته، أنه لا يريد من هذا العلم إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى ولا يريد إلا ما عند الله، وينظر إلى حظوظ الدنيا كلها فيراها أحقر وأدون من أن تمس شعره من إخلاصه لله جل جلاله. والله إن أهل العلم الصادقين لو صبت الدنيا كلها بحذافيرها ليس في حجر أحدهم بل وضعت تحت قدم أحدهم لم يبالي بها، من هذا الخير، أعطاكم الله يا طلبة العلم خير لم يعطه أحدا، ليس على وجه الأرض أعز ولا أكرم ممن يحفظ ميراث النبوة وشرفكم الله بأعظم الشرف جعلكم أمناء على الدين والشرع الذي يأتي لهذا العلم متجرداً لله معظماً ما عند الله، تجد الإنسان ينظر إلى عظمة ملك الملوك جبار السماوات والأرض يقول جعلني في هذا المكان في هذا المنصب في هذه المنزلة، إذا صلى الناس يتقدمهم إماماً، أنا بينهم وبين الله، أكبر فيكبرون بتكبيري أركع فيركعون بركوعي، آمرهم بطاعة الله وأنهاهم عن معصية الله. ماذا أريد من الدنيا ما الذي ينقص.

ولذلك تجد العالم أو طالب العلم الذي يستفتح علمه بان يعلم من يعامل، مع من يتعامل مع ملك الملوك تجد الرجل عمره سبعين سنه ويقول اطلب العلم لأن مرضاة الله لا تزال أمنيتي وبغيتي ما دامت الروح تتردد، وما دام أني أطلب مرضاة الله فوالله لن يحول بيني وبينها حتى أوسد في التراب دفينا، الهمة الصادقة للإنسان الذي يبحث عن شيء يعامل به ملك الملوك، هل على وجه الأرض شيء أقدس أو أطهر أو أزكى أو أسمى من شيء ترضي به ربك، وهل هناك اعظم من ميراث النبوة، يا طالب العلم أين أنت، ولذلك تجد طالب العلم إذا زكى زكى الله سبحانه نفسه وطهره وأهَلَهُ لهذا العلم يحتقر كل شيء. ما تجد طالب العلم يقول والله الفتن والله أنا ادخل إلى السوق وأخرج من السوق، يخرج طالب العلم وهو يشتعل شوقاً إلى الجنة، إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، يستشعر أن الله شرفه وكرمه، أي فتن أي محن أي وقت عنده يضيع لهذه الفتن أي وقت! يحس الخسارة أن سوق الآخرة منعقدة، من يضمن لي بقاء العلماء، من يضمن لي أن ذاكرتي تبقى بحفظها من يضمن لي، يتلهف شوقاً إلى هذا الخير وإلى هذه الرحمة إلى معاملة ملك الملوك إلى معاملة جبار السماوات والأرض.

ولذلك كثير من الخلل أصاب بعض طلبة العلم والمنتسبين للعلم لأنهم ما عرفوا مع من يعاملون، يأتي طالب العلم وثم بعد فترة يقول والله انتكس فلان، نسأل الله السلامة والعافية، والله أنا ماني فاضي والله إني ضايق، نعم لأنه لا يعلم أين هو، قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل، والله لن تجد أغنى من أهل العلم بالله ولن تجد اعرف من أهل العلم بالله، العلم، العلم أساس الخير كله و أساس البركة و أساس الفتح و أساس النور وأساس الهدى، ولذلك تجد طالب العلم الذي يبدأ حياته والفتن تحيط به عن يمينه وشماله فيَعرِض نفسه على الله بائعاً نفسه لله، بعض طلبة العلم يكون في عز شبابه يستطيع أن يلهو وان يلعب وأن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير