تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يفسق وأن يفجر وأن يتمتع بمتع الدنيا قد أعطاه الله الجمال و أعطاه الله المال وأعطاه الله الصحة والعافية فيربأ بنفسه عن ذلك، فلا يزال يقدس نفسه، الأَمة تقدس نفسها بالعمل الصالح، التقديس هو الطهارة، يقدس نفسه يؤهل نفسه لهذه الكمالات حتى إذا وقف أمام الناس وقد صدق مع الله يصدقه الله، والله إن خطوت وصدقت مع ربك وبارك الله ظاهرك وباطنك وصدقت مع الله سبحانه وتعالى لتجد من فتوحات الله ما لم يخطر لك على بال، سيقرب لك من العلم ما بعد ويسهل لك حزمه ويفتح عليك في العلم بلذة تنسى بها لذات الدنيا، ثم إذا بوئت وجئت تخطب وأنت بالأمس تصون نفسك عن حدود الله ومحارم الله وتعف نفسك عما لا يرضي الله إذا بك إذا وقفت تقول الثلاث الأربع كلمات إذا بملك الملوك يطلع عليك وعلى صدقك ويعلم أن هذا الكلام لم يخرج منك عبثاً وأنك ما تريد من الناس شيء وأنك ما تزوغ خطبتك، تتمنى انك تقول الكلام ولا أحد يلتفت إلى كلامك لكنه يعمل حتى إذا أخلصت لله إذا بهذه الكلمات تنزل كالغيث على القلوب فيفتح الله عليك في التأثير ويفتح الله عليك في البركة فيجد الناس من البركة والخير، قال تعالى عن نبيه يحي (وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) فلما يكون الإنسان صالحاً تقيا متمسكا بسراط الله المستقيم يضع الله له البركة فيما يقول. ولذلك تجد بعضهم يقف على المنبر وهو من أبلغ الناس كلاماً ومن أحسنهم جملة إذا تكلم بهر الناس من كلماته فتهتز الرؤوس وتخشع لكن لن يبرح مكانه، فإذا بتلك الخطبة نسأل الله السلامة والعافية في مكانها لماذا، لا يظن أحد أن هذا العلم عبث ولا يظن أن هذا العلم ينال بالتشهي والتمني.

نعم تأتي لعلم تحسبه فوق مستواك وتأتي إلى مواعظ ونصائح هذه كلها معاملة مع الله عز وجل، حفت الجنة بالمكاره فإذا قدمت الثمن صادقاً مع الله مخلصاً لوجه الله، من الآن تسأل نفسك أين أنت، تعامل من! ماذا تريد؟ تجاهد نفسك مجاهدة صادقة، ما تخرج من بيتك بل قبل حضورك لمجلس العلم، بعض الأحيان من الليل وأنت تضرع إلى الله أن يرزقك الإخلاص، فلا تزال تسأل الله الإخلاص في الكلمة تسمعها والكلمة تقولها والكلمة تكتبها حتى يبوئك الله بالإخلاص مبوأ صدق في الدنيا و الآخرة، تجارة مع الله رابحة، ولا يشترط أن الإنسان يعلم جميع ما يقال ولا يشترط أن الإنسان يأتي إلى مجلس العلم فيفهم كل ما يقال، هذا إذا بلغ هذا المبلغ فهذا شيء كبير ونعمه من الله سبحانه وتعالى أن يفهم وان يحفظ هذا مبلغ عظيم من الله سبحانه وتعالى. وكنا ونشهد الله نجلس في طلبنا للعلم ونحن والله اجهل ما نكون، نحن ولازلنا أنا أجهل ما نكون إلا أن يعلمنا الله، لا يظن أحد أن له حولا وقوة من دون الله جل جلاله إذا كان الله يخاطب نبيه عليه الصلاة والسلام "وعلمك ما لم تكن تعلم" فهيئ نفسك إذا جيت إلى مجلس العلم وما وجدت أنك تستفيد شيئاً فهذا له أسباب، إما أن يكون الخلل في المعلم وإما أن يكون الخلل في المتلقي المتعلم وإما أن يكون الخلل في الاثنين، فيكون الخلل في المعلم في نيته وقصده إنه لا يريد وجه الله أو يكون الخلل فيما يقوله انه باطل أو فيه خلل لم يصب فيه الحق أو قال في شي وخاض في شيء لا علم له به فمحق الله البركة لأن الباطل ليس له جذور.

وإما أن يكون الخلل في المتلقي من كونه غير مخلص لله عز وجل أو لا يعرف قيمة العلم، البعض يأتي ويجلس في مجالس العلم بل بعضهم مسكين يظن أن له فضلا على العلم انه جلس، الفضل لله سبحانه وتعالى فهذا الشعور في العلم مهم، بعض طلبة العلم يقول بدأت طلبي للعلم وأنا أخلص ما يكون وكنت أجد اللذة في كل كلمة اسمعها واكتبها و أحكام أتعلمها أجد لها لذة ثم الآن أصبحت لا أجد هذا، والسؤال الخلل هنا راجع إلى العمل أو راجع إلى القلب؟ الجواب الخلل راجع إلى القلب، والله ما ترك في كتابه شيئاً إلا بينه (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم) إذا كان الخلل في القلوب الله يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) تجده في بداية طلبه للعلم كان يحضر كتابه كان يكتب الكلمة كان ينصت كان يسمع كان يحس انه بحاجة ثم بعد أن مضت فتره إما أن يكون مدحه الناس أو زُكي أو نظر في نفسه انه قد أصبح من طلبة العلم أو أن الناس أصبحت تبجله لأنه يصحب الشيخ فلان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير