ليس من شرط انك تجلس وتكون احفظ الناس وأذكى الناس لكن الشرط أن لا تجعل العلم بالتشهي ولا بالتمني وتجعله معاملة مع الله وإذا كنت مع الله عز وجل صادقا في طلبك للعلم، إذا جلست إذا خرجت للعلم إذا جلست إذا سمعت إذا كتبت إذا نظرت إذا سمعت إذا قرأت تريد وجه الله، وتعظم هذا العلم، كان الرجل في القديم يحفظ المسألة يجلسون من بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر والشيخ يكرر مسألة واحده، مسالة واحده من الفقه، لا يبقى شيء في هذه المسألة إلا ذُكر وبُين، فيضبطون العلم ضبطا عجيباً، لكنها مسألة واحده، ومع هذا انظر كيف بارك الله لهم. من تعب في هذا العلم وصدق مع الله عز وجل واخلص لوجه الله سبحانه وتعالى واحتقر كل شيء سوى العلم ولذلك تجد البعض يكون من أذكى الناس وأحفظ الناس ويمشي في العلم لكن يمشي في الظاهر، في ظاهره أنه حافظ وانه كذا ويغتر ويقال له فلان وشوي يقولون له الشيخ فلان وهو (25:21) لم يشهد له أهل العلم وأهل الفن أنه أهل للمشيخة، إذا بالأمر أمامه من أسهل ما يكون. يأتي في النت ويخرج الفتاوى ويكتب الرسائل، الطالب بمجرد ما يتخرج تفاجأ به كاتب رسالة في أحكام الشرع في العبادات والمعاملات، أنظر الآن كم الرسائل موجودة وعلمائه و مشائخه الذين أخذ عليهم، العلماء الربانيين الذين كانوا رحم الله أمواتهم تجد لهم مؤلفات في نفس المسألة فيأتي ويزاحمهم بالكتابة فيها ويطبعها بأنفس ما تكون به الطباعة وأكثر عددا لكن لا يبقي إلا ما أريد به وجه الله.
لا يغالب أحد ربه إلا يُغلَب، الله ما يستطيع أحد أن يغلبه، جاءت سخينة كي تغالب ربها وليُغلَبن مغالب غلاب. الله ما يغالب ولا يُعاجَز سبحانه وتعالى لن يعجز أحد ربه، هذه النوايا وهذا الدخن، وكون العلم يمشي على الشهوة ويمشي على من تمنى، العلم اتباع وتأسي واقتفاء، تسمع بالحديث، تقول هذا الحديث من أخرجه، هذا الحديث صحيح أو ضعيف. حتى انك لو صرت عالماً إماماً وجاءك شخص وقال لك هذا الحديث ضعيف وهو ضعيف تقول نعم أخطأت، هذا الحديث ضعيف ويا طلبة العلم هذا أنا أخطأت فيه، يأتي شخص ويقول لك هذا ما يجوز وفعلا قوله حق انه لا يجوز ويمتحنك الله عز وجل تقول نعم لا يجوز، جاءك شخص وقال لك مرضاة الله في كذا وكذا أنت تصنع مع الشيخ كذا أنت تقول كذا ومرضاة الله أن لا تفعل كذا تقول نعم جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ما تأتي تتعالى تمشي وفق الشرع تقهر هذه النفس، تقهر غرورها تقهر شرورها تقطع دابر الشيطان، تَعلم كيف تعامل ربك.
ولذلك من حرص على هذا الأصل العظيم فتح عليه، العلم نور (قد جاءكم من الله نور) هذا النور إذا جعله الله في قلب العبد نعمه وأي نعمه، كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى صلاة الفجر كما في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا، النور هذا إذا جعله الله عز وجل في قلبك وقلت أنا الآن أريد العلم يقودني ولست أنا الذي أقود العلم وحرصت على ضبط العلم وإتقانه لم تبالي هل تأخذ سنه، سنتين، طول الزمان قصر الزمان، ما تأتى أبدا في هذا العلم بكلمة ليس من حقك أن تقولها ولن تفعل فعلاً ليس من حقك أن تفعله. ولذلك تجد من يقول لك مثلا والله نريد أن ننتهي بسرعة، فإذا كان الكتاب يختم خلال، يأتي للمشايخ، الذي يختم خلال سنتين مقدم على الذي يختم خلال ثلاث سنين والذي يختم خلال ثلاث سنين أفضل من الذي يختم، لأنه يريد على التشهي على ما يشتهي، حتى لو انه جاءت فتوى يقول لماذا يطيل الشيخ في هذه المسائل، لكن إذا نظر انه أمانة وانه تبليغ وانه لما يكون مع العالم أو الشيخ يحس أن عليه أمانة ومسؤولية وانه سيبلغ رسالة الله عز وجل يسمع ويذعن، ما يأتي بالشيء من جيبه، لا يتشهى ولا يتمنى، فإياك ثم إياك أن تتمنى على الله الأماني، تقول والله أنا ما افهم من هذا المجلس ولا أستطيع أن اجلس في مجالس العلم، لأنه يريد علما ويتمنى علما أن يفهمه، نعم صحيح هو العلم يفهم لكن هل بذلت ما ينبغي بذله لتفهم! هل نحن نتكلم بلسان غير اللسان الذي تعرفه، نعم إذا كانت اللغة صعبه تبحث عن من يترجم لك تتعلم اللغة، إذا كان الأسلوب لا يمكن أن تفهمه تحاول أن تضغط على نفسك حتى تفهم الأسلوب، المهم انك تجاهد وتجتهد وتصدق مع الله، ومن صدق مع الله صدق الله معه.
وجماع القول أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الأساس في طلب العلم وفي كون الإنسان موفقاً فيه، فمن اتقى الله وقاه، ومن اتقى الله جعل له من أمره يسرا ومن اتقى الله علمه ما لم يكن يعلم، وكان ولم يزل فضل الله على خلقه وخلائقه عظيمة جل جلاله، فعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على هذا الأصل العظيم وهو أن يحاسب نفسه في علمه وطلبه للعلم وأن يجعل نفسه مستجيبة ومذعنة لأمر الله عز وجل في طلبه للعلم وان لا يجعل العلم على شهوته وما يتمناه ولذلك هلك من تمنى على الله الأماني، و نسأل الله بعزته وجلاله أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل.
انتهى
..........................
في هذا الوقت (25:21) هناك كلمة لم افهمها فمن يعرفها يضيفها مشكوراً مأجوراً
..........................
تفريغ لسؤال عرض على الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
[لا يستفيدون من حضور مجالس العلم]
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=513
والاجر موصول لأخينا المغربي أبو عمر الذي وضع الماده وأخينا أبو معاذ السلفي المصري الذي طلب تفريغها
نسأل الله أن يجعل اعمالنا خالصة لوجهه
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
.
¥