تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك عدد من المشايخ تغيروا وتحولوا وانكسروا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، يمكن أن يقال عنهم سبتمبريون, أو الليبروإسلاميون، اقتربوا من الليبراليين والصوفيين والرافضيين، وابتعدوا عن المنهج السلفي الثابت الأصيل.

لقد أصبحت قضية الفتاوى قضية إثارة إعلامية، وليست خدمة للدين.

إن الهدف واضحٌ من هذه الخطة الإعلامية القذرة:

- إنه تلويث سمعة بلد الإسلام بلد الحرمين الشريفين

- وتفتيت الوحدة الوطنية، وتكريس الفرقة والانقسام

- وتزهيد الناس في علمائه الثقات الربانيين

- وتكريه الناس في الفقه الإسلامي

- وتشويه سمعة الأحكام الشرعية

- وجعل الناس متحيرين لا يعرفون أين الصواب.

وعمت البلوى بذلك في أنحاء العالم العربي والإسلامي، والانتقادات من كل جانب، وتجرأ الناس على نقد الأحكام الشرعية والسخرية منها والتندر بها والكلام في الدين باسم حرية الرأي والتعبير في عصر الانفتاح والحرية؟! وصار الدين كلأ يرتع فيه كلُّ أحدٍ بعقله الخاص ووجهة نظره، قال تعالى:?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ?، وقال Y? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً?.

فحسبنا الله ونعم الوكيل.

المفتون الجهلة (4)

"الفتاوى الشاذة"

لما فقد الناس مصداقية كثير من كُتّاب الزوايا المحاربين لثوابت الأمة، بحث الإعلاميون عن سندٍ شرعيٍّ وغطاءٍ ديني لأطروحاتهم المنحرفة.

فوجدوا أناسا سذجا من أهل الدين في أشكالهم، وربما شهاداتهم شرعية، فاستغفلوهم وضحكوا عليهم وانتزعوا منهم هذه الفتاوى الموافقة للأهواء والشهوات، ولمعوهم، وصنعوا لهم شهرة ونجومية، ونعتوهم بـ:

المفكر الإسلامي

والداعية الإسلامي

والكاتب الإسلامي

والباحث الشرعي

والمستشار الشرعي

والقارئ فلان الفلاني.

هذه طريقة خطط أعداء الإسلام التي نصوا عليها في دراساتهم ومراكز أبحاثهم.

لقد وُجد اليوم في عصر فوضى الفتاوى من يفتي بـ:

جواز بعض أنواع الخمر،

وجوازِ الاقتراض بالربا لبناء بيت فالربا ضرورة عصرية،

والموسيقى الكلاسيكية الهادئة تحل العقد النفسية،

وأغاني المغنيات حلال،

ونقابُ المرأة عادة اجتماعية سيئة وليس عبادة،

ويجوز نكاحُ الكافرِ من المسلمة،

وإمامةُ المرأة للرجال في صلاة الجمعة مشروعة،

ويجزئ ذبحُ الدجاج في عيد الأضحى عن الخرفان حَلاًّ لغلاء الأسعار.

{بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ}

المفتون الجهلة (5)

"إرضاع الكبير"

يأتون بشخص في الإعلام، ما رأيك يا شيخ في إرضاع الكبير هل ينشر المحرمية؟

والشيخ بسذاجة مفرطة يجيب: بالجواز

دون أن يحسب حسابا لمغبات الفتوى وآثارها الوخيمة.

الأحاديث المحكمة الصحيحة تفيد أنما الرضاعة من المجاعة، ولاَ رَضَاعَ إِلاَّ مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ ومَا أَنْشَزَ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ.

وجماهير العلماء سلفا وخلفا والأئمة الأربعة أن إرضاع الكبير لا يؤثر ألبتة.

وحتى لو جاز الإرضاع في حالات خاصة جدًّا ونادرة جدًّا عند من يقول به من العلماء،

لكن:

أولاً: ليس هذا الرأيَ الراجحَ بل رأيا ضعيفا، والحديث الوارد فيه خاصٌّ بسالمٍ مولى أبي حذيفة t، وهي واقعة عين لا عموم لها.

وثانياً: لا يجوز إعلان هذه المسألة الجزئية لعموم الناس، إنهم لا يفهمون حيثياتِها.

هنالك قضايا دقيقة في الفقه، لا يصح إثارتها على العوام، لذلك أئمة الدين والخلفاء الراشدون ومنهم علي بن أبي طالب t يقول:"حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"، وقال ابن مسعود t:" مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً".

إن بعض الناس صار يفهم من فتوى الإرضاع أن الموظفات إذا أرضعن زملاءهم الموظفين فإن قضية الاختلاط في العمل تنحل، نعم تنحل، لكن من انحلال الدين والخلق، تصوروا هذه المسخرة والمهزأة عندما يتقاطر كل موظفٍ أو سائقٍ على ثدي الموظفة أو المعلمة لاستحلال الخلوة أو الاختلاط. أي هزءٍ وتلاعب بدين الله.

المفتون الجهلة (6)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير