وتدليس ابن جريج شر تدليس كما قال الدارقطني لأنه لا يدلس إلا عن مجروح. قال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: إذا قال ابن جريج " قال فلان " و " قال فلان " و " أخبرت " جاء بمناكير، و إذا قال: " أخبرني " و " سمعت " فحسبك به.
زياد أبي العلاء:
روى ابن حزم عن قتادة (مدلّس) عن العلاء بن زياد عن أبيه (زياد بن مطر العدوي، عابدٌ مستور): "أنهم كانوا يفعلونه في المغازي. –يعني الاستمناء– يعبَثُ الرجُلُ بِذَكَرِهِ يُدَلِّكُهُ حتى يُنزِل". وهذا على فرض صحته فإنه مقيَّد.
مجاهد:
قال عبد الرزاق: 13593 أخبرنا ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن أبي بكر (الأخنسي، مستور) عن مجاهد قال: «كان من مضى يأمرون شُبّانهم بالاستمناء. والمرأة كذلك تدخل شيئاً». قلنا لعبد الرزاق: «ما تدخل شيئاً؟». قال (عبد الرزاق): «يريد السق. يقول (أي مجاهد): "تستغني به عن الزنا"».
فهذا فيه مستور لم يتابعه أحد. فهو إسناد غير صحيح. لكنها على أية حال إباحة مقيدة، إذ قيدها مجاهد بالخوف من الزنا (على فرض صحة الأثر).
فمن هنا فإن قول ابن تيمية «وأما بدون الضرورة فما علِمتُ أحداً رخّص فيه» هو قولٌ وجيهٌ والله أعلم.
وأحب أن أوضح قول فضيلتكم بأني لا أرى إباحة نكاح المتعة ولا إباحة وطء المرأة في دبرها. والأول ثبت فيه الإجماع إلا قولاً لسعيد بن الجبير والله يغفر له. وكلامي عنها كان من باب إلزام الخصم الذي يقول بالزواج بنية الطلاق، لا أني أتساهل بها والعياذ بالله. بل أنا على مذهب سيدنا عمر بن الخطاب في الأنكحة أن كلا النوعين سفاح محرّم. وكذلك وطء المرأة في دبرها أرى تحريمه لكني لا أزعم الإجماع عليه لما ثبت من مذهب عمر ونافع ومالك والشافعي في القديم وغيرهم. والله أعلم.
وعلى أية حال فقضية الاستمناء هي من الصغائر وليست من الكبائر. والأعزب الذي يعيش في بلاد الغرب أرى أن يأخذ بفتوى ابن عابدين ويمارسها إذا خاف على نفسه من الزنا، لأنها من الصغائر والزنا من الكبائر الموبقات.
لكن يا شيخنا الغالبية العظمى ممن يعيش في بلاد إسلامية لا يُخشى عليه من الزنا. فلا يصح أن نعطيه حجة ليبرر بها ذنبه. وقد رأيت من أدمن تلك العادة الشنيعة ثم إذا عاتبته على ذلك يقول: أليست أفضل من الزنا؟! رغم أني أعلم أنه لن يزني أصلاً.
والمشكلة أن الغالبية من هؤلاء الشباب لا يكتفي بمجرد إطفاء شهوته، بل تصبح تلك العادة الذميمة مصدراً للشهوة. وغالباً ما تترافق مع متابعة للأفلام الساقطة عن طريق الفضائيات المشفرة وغير المشفرة، عدا عن المواقع الإباحية على الإنترنت. وهذه يا شيخنا صارت كارثة مؤخراً. بل وجدت زوجات يشتكين أن أزواجهن قد هجرنهن بغير ذنب، لأنهم أدمنوا على الأفلام والمواقع الجنسية، وأشبعوا حاجتهم الجنسية عن طريق تلك العادة الخبيثة. وهو مرض معروف عند الغربيين -عافا الله المسلمين منه- وهو سبب انتشار ما يسمونه بالجنس الفموي.
فعلى الفقيه أن يدرك الأبعاد التي تسببها فتواه، لا أن يلقي بالفتوى ولا يعلم نتائجها وأبعادها. والله أعلم.
محبكم محمد بن الأمين.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:09 ص]ـ
شيخنا الكريم فضيلة الشيخ محمد الأمين _ نفعنا الله بعلمه _
جزاكم الله خيرا، وأحسن الله إليكم
محبكم
وليد
ـ[أبوحبيب2]ــــــــ[05 - 05 - 03, 07:41 م]ـ
أخي الفاضل: لم تكتب الرد عما ذكرته لك في التعقيب السابق .. ولعلي أذكرك به هنا ...
أولاً: أخي محمد الأمين أود منك جزاك الله خيراً تفسير معنى قولك:
((العودة حاول إيهام الناس بأن الآية لا تقتضي التحريم))
وخاصة: حاول ايهام الناس ..
فالشيخ سلمان أورد ما ذكره الأمام الشوكاني في الرد على من استدل بهذه الأية على التحريم .. فهل الشوكاني كذلك أراد ايهام الناس .. أظن أنه ((ما هكذا تور يا محمد الأبل))
فقد قال الشيخ سلمان ....... ((وقد تعقب الشوكاني -رحمه الله- أدلة المحرمين للاستمناء، في كتابه: بلوغ المُنى– تعقيبات أهمها:
¥