تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)) - الفرقان 74،75 - ، فهم ما طلبوا الإمامة فحسب وما طلبوا التقوى فحسب بل سألوا الله أن يجمع لهم بين الأمرين حتى يكونوا أئمة المتقين، وفي الحديث: ((فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسطُ الجنة وأعلى الجنة وفوقَه عرشُ الرحمن ومنه تفجَّرُ أنهارُ الجنة)) رواه البخاري.

واجعلها مواسم خير وبركة على أهلك وزوجك وذريتك، فأخرجهم بها من مألوف حياتهم وغير لهم من عجلة الحياة الرتيبة مع ما فيها من غفلات اللهو واللعب، اغتنم هذه الأيام لتعرفهم على خالقهم وتقربهم منه سبحانه، ولتبين لهم سمو هذا الدين العظيم والحكم من تشريعاته وعباداته خاصة ما تعلق بأركان الإسلام.

كلِّمهم عن رسول الأنام صلى الله عليه وسلم وعن صحبه الكرام كيف كانت أيامهم كلها عظيمة وحياتهم حافلة، كيف بنوا حضارة خالدة إلى قيام الساعة، كيف كان إخلاصهم تميزاً، وهممهم إبداعا وتطويرا، وكل هذا بفضل متابعتهم لشرع الله والتمسك بهدي نبي الإسلام فما شكوا في دينهم، ولا ألبسوه ألبسة الحداثة بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم، علَّموا الدنيا معنى الرسوخ، وفهموهم حقيقة الثبات، فكانوا أسوة الصالحين حتى الممات؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعلهم في نفوس أبنائنا خير القدوات.

مواسم الطاعات تذكير بحقيقة الدنيا وزوالها:

لا شك أن النفوس تبتهج بقدوم هذه المواسم المباركة وتكررها علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة، ولكن العبد ينبغي أن يتنبه أن هذه المواسم إذ تقدم علينا فإنما تقدم علينا بما يمضي من أعمارنا وتتوالى من أيامنا، فإنما العبد أيام فكلما مضى منه يوم مضى منه بعضُه.

وهذه مواسم وأيام خير تمضي ثم تعود بما يمضي معها من أعمارنا، فالعاقل من استغل هذه المواسم وجعلها أيام طاعة وإنابة، وادخرها لنفسه عند ربه ومولاه، واستعان بها على ما بقي من عمره وأيامه، واعتبر بما مضى وما يستقبل منها قال المولى سبحانه: ((يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)) - النور 44 - .

فكم كان بيننا من أقوام عاشوا معنا في سنوات ماضية شاركونا صومنا وجالسونا على موائد فِطرنا، هم اليوم تحت التراب يأملون رحمة الرب التواب الوهاب، ويرجون عفوه وغفرانه.

فاللهم ارحمهم واعف عنهم وتجاوز عن زلاتهم، وأعنا على طاعتك ما أبقيتنا واجعل يومنا خيرا من أمسنا واجعل خير أيامنا يوم نلقاك، وامنن علينا باغتنام أوقات الطاعات على الوجه الذي تحبه وترضاه.

والحمد لله رب العالمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير