تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الأعمال ما فيه سعادتهم وما فيه شقاؤهم في الآخرة، ثم يؤيدهم بالآيات التي تدل على صدق رسالتهم، فتقوم بهم علي الناس الحجة، وتنقطع عنهم الأعذار.

ثالثا) وضع قانون عام ينظم حياة البشر ويقيم العدل بينهم فالإنسان مخلوق اجتماعي بفطرته، وكلما زادت مطالب الفرد في معيشته زادت حاجته إلى الجماعة التي يعيش فيها، فيتحقق التعاون بين أفرادها، إلا أن البشر متفاوتون في عقولهم، ومواهب فهمهم، وفى قدرتهم على العمل، فمنهم القادر، ومنهم العاجز، ومنهم من يقنع بما بين يديه ويرضى، ومنهم من ينساق خلف شهواته وتجره أطماعهإلى أخذ ما ليس من حقه ...... ،لذا كان البشر في حاجة إلى نظام تستقيم به أمورهم، ويكون ركيزة بقاءهم في الحياة، نظام قائم على العدل بين جميع أفراد الجماعة، ولكن من الذي يضع القواعد؟

إن من يضع هذه القواعد لابد وأن يكون على دراية تامة بكل مصالح الناس، وما تأتى به الأيام من مستجدات، وألا يكون للهوى والرغبات مكانا في صياغة هذه القواعد، والقوانين الوضعية التي صاغتها عقول البشر عجزت عن مجاراة مستجدات الأيام، ناهيك عن أن البشر فطِروا على عدم الخضوع لرأي من يماثلهم، وقد يكون مُنّفِذ القانون أول من يخالفه، ظنا منه بعلو مكانته عمن صاغه.

لذا كان البشر بحاجة إلى قانون يشمل العدل بكل صوره، ويلم بكل شئون الناس في أي وقت وفي كل زمان، قانون تعجز العقول عن صياغة مثله، فكان أن وضع الله عز وجل ـ وهو العليم بشؤون البشرـ قانونا ينظم أحوال الناس ويجمع كلمتهم، ويقيم العدل بينهم، يصل إليهم على يد بشر مثلهم، اصطفاهم الله وطهرهم، ولم يجعل للدنيا وشهواتهاسلطانا عليهم، حملوا أمانة التبليغ من الله إلى البشر، ووضعوا لهم بأمر من الله حدودا عامة، ترعى كل حقوق البشر ولا تقبل الجور على حق أحد، وتحترم الأعراض، وتبين حرمة دماء البشر، والمباح والمحرم من الأفعال.

لقد كانت بعثة الرسل حاجة من حاجات البشر، وكمالا لنظام اجتماعهم، وطريقا لسعادتهم في الدنيا والآخرة، فمنزلة الرسل من الأمم كالعقول من الأشخاص، وبعثتهم حاجة من حاجات العقول البشرية, ونعمة ميّز الله تعالى بها الإنسان عمن دونه من الكائنات.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير