ومِن العجيب أيضاً الخلط البَيِّن في مظاهر التدين عند هؤلاء، فالحجاب المأمور به شرعاً هو عندهم قطعة قماش شكلية ليس لها علاقة بالدين، في ذات الوقت الذي يتدينون به بأمور شكلية حقيقةً وينسبونها إلى الدين وهي لا تمت للشرع بِصِلة. فقد نقل الكاتب في مقاله الثالث والأخير "حوار عائلي عن الحجاب" قول السيدة زوجته: "لقد نشأنا سافرات، ولكن ملتزمات بتعاليم الإسلام، في بيوت تعمرها التقوى، ويتردد فيها صوت المقريء مع رائحة البخور كل يوم جمعة"، فما علاقة البخور بالدين؟ وأليس هذا مِن الشكليات التي لا ينبغي الانشغال بها؟ وهل يتردد صوت القرآن في البيت باقي أوقات الأسبوع؟ وما هي مظاهر الالتزام بتعاليم الإسلام عند هؤلاء، فيما عدا رائحة البخور والاكتفاء بسماع المقرئين يوم الجمعة؟
فهؤلاء لا يعرفون مِن الدين لا مظهر ولا جوهر، فمظاهرهم وجواهرهم مبناها اتباع الهوى لا الشرع.
وقد احتوت المقالات على طامات أخرى لا يتسع المقام لذكرها الآن.
وأختم بنقل ما أورده الشيخ الألباني رحمه الله عن شروط حجاب المرأة المسلمة:
((شروط الحجاب:
1. استيعاب جميع البدن إلا ما استُثني.
2. أن لا يكون زينة في نفسه.
3. أن يكون صفيقاً لا يَشِف.
4. أن يكون فضفاضاً غير ضيقاً.
5. أن لا يكون مبخراً مُطَيَّباً.
6. أن لا يُشبِه لِباس الرجال.
7. أن لا يُشبِه لباس الكافرات.
8. أن لا يكون لِباس شُهرة.))، انظر حجاب المرأة المسلمة – الألباني.
وقد فَصَّل فيه الشيخ الألباني رحمه الله ذِكر الأدلة الشرعية لكل شرط، فليُرَاجَع.
وأنا أنصح الكاتب ومَن سار على نهجه بأن يتقي الله فيما يكتب، وأن يُسَخِر قلمه فيما ينفع الأمة، وليعلم أن كل ما تكتبه يداه سوف يُسأل عنه بين يَدَي الله، فليُعِد للسؤال جواباً ولا يَخُط في صحيفته ما قد يكون سبباً في عذابه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، وأسأل الله ألا نكون ممن قال الله فيهم: ?إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ? [سورة النور – الآية 19].
أسأل الله أن يجنبنا الفِتَن، ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبيه محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه: حاتم الحاجري
عفا الله عنه