فيقول له الفاعل: والله هذه غلطتكم لأنك لم تكتب على الكتاب، لا يُقرأ إلا بإشراف القانون! ما رده على هذا الفاعل؟! هل سيكون رده لا يكتب بإشراف الفقيه كما يقول هو في صحيح البخاري؟! لا أحد يقول بهذا إطلاقا، ولا أحد يقول أبدا أني كل كتاب أريد أن أكتبه في أي فن من الفنون لابد أن أكتب عليه – لا يقرأ إلا بإشراف القانوني أو الفقيه أو المحدث أو هذا الكلام، فالكتب مبذولة لكل الناس، يشتري منها ما يشاء، لكن من أخذ كتاباً ولم يعرف شرط مؤلفه يؤاخذ، ولكن كوني أن أمنع الكتاب أو أكتب لا يُقرأ إلا بشرط كذا وكذا، هذا الكلام كله كلام من الخطأ بمكان لا يوجد أحد يقبله ولا حتى هذا الإنسان نفسه في المثل الذي ضربته، فالشيخ عندما يأتي ويقول أن البخاري لم يدر بخَلَده أن الكتاب سيطبع كلام خطأ.
ثانيا: يقول الشيخ: إنما جمع البخاري روايات فالمحاور قال له: جمع ولم ينقح، ولم يدقق؟ قال له: نعم!! هذا الكلام صحيح؟ هذا الكلام لم يقل به عالم قط، ولا ينبغي أن يقوله عالم، لأنه ضد كلام البخاري نفسه وضد كلام كل العلماء.
لماذا لم يضع البخاري كل الصِحاح في كتابة؟:البخاري كما صح عنه يقول: (ما وضعت في كتابي إلا صحيحاً، وتركت من الصحاح لحال الطول –) يقول: أن الذي تركته أنا من الأحاديث الصحيحة كثيرة جداً، وكتاب البخاري اسمه الجامع الصحيح المختصر.فلم يضع البخاري كل حديث يعتقد أنه صحيح، لأن هذا الأمر سيطول جدا إذا أراد أن يجمع كل الأحاديث الصحيحه فما وضع البخاري في كتابه إلا صحيحاً يقيناً، عنده وعند كل من جاء بعده من أهل العلم وأقروه على ذلك، فلما يأتي ويقول: أن البخاري جمع روايات ولم يدقق ولم يصحح، هذا لم يقله أحد قط من أهل العلم، ولذلك بكل أسف، هذا الشيخ هزم الحق في هذا الموضع وخذل أهل الحق في هذا الموضع، لماذا؟ لأنه لا يعرف شيئاً عن صحيح البخاري.
المعترض:فعندما قال المعترض أنتم تريدون أن تجننوا الناس , فقام الشيخ قال له: والله نحن نشكر له غيرته وإن كانت في غير مجالها.
تعقيب الشيخ حفظه الله:أنا أريد أن أفهم،هل هذه الدبلوماسية في الرد، هل تنصر حقاً؟ هل هذه غيرة أم جرأة؟ نريد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، هذه غيرة أم جرأة؟ أنا أقول إنها جرئة وليست بغيرة.
إلا فأنا مضطر أن أشكر الدُّب الذي قتل صاحبه: فقد زعموا أن رجلاً اصطحب دباً وكان الدب يحب صاحبه غاية الحب، فنام صاحبه تحت شجرة، والدب يحرسه، فنظر الدب إلى صاحبه فإذا ذبابة تقف على رأسه فاغتاظ من الذبابة، وأراد أن يعاقبها كيف تقع على رأس صاحبه الحبيب، فعمد إلى حجر وضرب ورماه على الذبابة ليقتلها غيرةً منه على صاحبه! فطارت الذبابة وطارت روح صاحبه أيضاً! فنحن نشكر هذا الدب على غيرته وإن كانت في غير مجالها!
وكذلك أتوجه بالشكر الجزيل لبراقش،:إنها كلبة وفية، فقد زعموا أن قوما كان لهم أعداء، وهؤلاء الأعداء أرادوا أن يهاجموا هؤلاء، أصحاب الكلبة، فلما علم أصحاب هذه الكلبة أن الأعداء سوف يهاجمونهم بالليل فروا وإختبأوا منهم، لكن الكلبة الغيور جعلت تنبح حتى تهدد هؤلاء، فتبع الناس هؤلاء نُباح الكلب، ووصلوا إلى القوم وقتلوهم عن بكرة أبيهم! فأنا أشكر وأحيي براقش! التي نبحت غيرةً لتدافع عن أهلها وجنت عليهم لأنها غيرة في غير محلها.
وأنني لو فتحت باب الشكر أعتقد أنني أحتاج إلى حلقة كاملة لأشكر من على هذه الشاكلة غيرة في غير مجالها، هذه ليست غيرة، وإن جاز لي أن أُسميها غيرة، فهي غيرة مذمومة وهي من جنس ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من الغيرة، غيرةً يكرهها الله وهي أن يتخون الرجل إمرأته في غير ريبة) من غيرته على امرأته يقوم بعمل ميكروفونات تصنت , ويضع كاميرات في البيت بحيث يأتي ويسمعها من كلمت، ويغلق النافذة بالقفل، ويغلق الباب عليها بالقفل، فهذا الرجل أيضا نشكر له غيرته وإن كانت في غير مجالها.
فعندما يقول الشيخ , بعد هذه الطوام وهذه الجرأة التي تجرأ بها المعترض على كتاب البخاري يقول والله نشكر له غيرته!! أيه غيرة هذه؟!! فهذه جرأة ينبغي أن يذم عليها لا أن يشكر عليها.
¥