[فتاوى في صلاة التراويح للعلامة ابن جبرين رحمه الله]
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[04 - 08 - 10, 12:19 م]ـ
(6223)
سؤال: ما حكم صلاة التراويح؟ وما فضل قيام ليالي رمضان مع الإمام؟ وما قولكم في حال كثير من الناس ممن ترك هذه الفضيلة العظيمة، وانصرف لتجارة الدّنيا، وربّما لإضاعة الوقت باللّعب والسّهر؟
الجواب: صلاة التراويح هي القيام في ليالي رمضان بعد صلاة العشاء، وهي سنة مؤكّدة، كما دلّ على ذلك قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه". متفق عليه، وقيام رمضان شامل للصلاة أول الليل وآخره، فالتراويح من قيام رمضان، وقد وصف الله عباده المؤمنين بقيام الليل، كما قال تعالى: ?والذين يبيتون لربهم سُجّدًا وقيامًا?. وقال تعالى: ?كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون?.
ويُستحب أن يُصلّي مع الإمام حتى ينصرف، فقد روى أحمد وأهل السّنن بسند صحيح عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".
وكان الإمام أحمد ـ رضي الله عنه ـ لا ينصرف إلا مع الإمام عملاً بهذا الحديث، ولاشك أن إقامة هذه العبادة في هذا الموسم العظيم تُعتبر من شعائر دين الإسلام، ومن أفضل القربات والطّاعات، ومن سنّة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما روى عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "إن الله ـ عز وجل ـ فرض عليكم صيام رمضان، وسننتُ لكم قيامه".
فإحياء هذه السنّة وإظهارها فيه أجر كبير، ومضاعفة للأعمال، وقد ورد في بعض الآثار: "إن في السّماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله ـ عز وجل ـ، فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن يحضروا مع أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلاة التّراويح، فمن مسّهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا". فكيف يفوّت المسلم هذا الأجر الكبير، وينصرف عنه لتعاطي حرفة أو تجارة، أو تنمية ثروة من متاع الحياة الدّنيا التي لا تساوي كلها عند الله جناح بعوضة، فهؤلاء الذين يزهدون في فعل هذه الصلاة، ويشتغلون بأموالهم وصناعاتهم، لم يشعروا بالتفاوت الكبير بين ما يحصل لهم من كسب أو ربح دنيوي قليل، وما يفوتهم من الحسنات والأجور، والثّواب الأخروي، ومضاعفة الأعمال في هذا الشهر الكريم.
ولقد أكبّ الكثير على الأعمال الدنيوية في ليالي رمضان، ورأوا ذلك موسمًا لتنمية التجارة، وإقبال العامة على العمل الدنيوي، فصار تنافسهم في ذلك، وتكاثرهم بالمال والكسب، وتناسوا قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إذا رأيت من ينافسك في الدّنيا فنافسه في الآخرة".
أما الذين يسمرون هذه الليالي على اللهو واللعب فهم أخسر صفقة، وأضل سعيًا، وذلك أن الناس اعتادوا السّهر طوال ليالي رمضان غالبًا، واعتاضوا عن نوم الليل بنوم الصّبيحة وأول النهار أو أغلبه، فرأوا شغل هذا الليل بما يقطع الوقت، فأقبلوا على سماع الملاهي والأغاني، وأكبوا على النظر في الصور الفاتنة، والأفلام الخليعة الماجنة، ونتج عن ذلك ميلهم إلى المعاصي، وتعاطيهم شرب المسكرات، وميل نفوسهم إلى الشّهوات المحرّمة، وحال الشيطان والنفوس الأمّارة بالسّوء بينهم، وبين الأعمال الصّالحة، فصدّوا عن المساجد ومشاركة المُصلّين في هذه العبادة الشّريفة، فأفضلهم من يصلي الفريضة ثُمَّ يبادر الباب، والكثير منهم يتركون الفرض الأعظم وهو الصلاة، ويتقرّبون بالصّوم مجاراة ومحاكاة لأهليهم، مع تعاطيهم لهذه المحرمات، وصدودهم عن ذكر الله وتلاوة كتابه، وذلك هو الخسران المبين، والله المستعان.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
25/ 12/1416هـ
(6669)
سؤال: إمام مسجد يُصلي بالناس التراويح، ويقرأ في كل ركعة صفحة كاملة أي ما يعادل حوالي 15 آية إلا أن بعض الناس يقول إنه يطيل القراءة، والبعض يقول عكس ذلك، ما السُنة في صلاة التراويح؟ وهل هناك حد يُعرف به التطويل من عدمه منقول عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
¥