الأول: وهو الأكثر في هذه الروايات , (اللهم إنا نستعينك ... ) إلى آخره , وهو عبارة عن سورتين من القرآن الكريم نسخ لفظهما , ولا زال العلماء من الصحابة والتابعين وأتباعهم يدعون بهما في القنوت , ومما يدل على أنهما سورتان من القرآن ما روي عن ميمون بن مهران أنه قال: في قراءة أبي بن كعب: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك , ونثني عليك ولا نكفرك , ونخلع ونترك من يفجرك , اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9) , ويأتي غير هذا من الروايات , ويمكن أن يستفاد من هذا أن الأدعية الواردة في القرآن يمكن أن يدعى بها في القنوت.
وألفاظ هذا الدعاء متقاربة جداً , ولعل السبب أنه سورتين من القرآن.
الثاني: وهو: (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات , ... ) , والاختلاف في ألفاظه أكثر بكثير , إلا أن القارئ يكاد يجزم , أن جميعها من مصدر واحد , إذ بينها اتفاق كثير جداً.
وما عدا هذين الدعائين فلم يثبت عن السلف رحمهم الله تعالى.
تنبيه: بعض هذه الآثار في القنوت في صلاة الفجر , وبعضها مطلق , وبعضها قيد بصلاة الوتر , وقد خرج منها الأئمة في أبواب القنوت في الوتر , والمقيد بصلاة الفجر يستفاد منه معرفة موضع هذه الأدعية وانتشارها , وأيضاً تصحح منها ألفاظها , وربما يقال بقياس الوتر على الفجر لأن الكل قنوت بدعاء من الإمام يؤمن عليه المأمومين , والله أعلم.
نصوص الآثار
عن أبي عبد الرحمن، قال: علمنا ابن مسعود أن نقرأ في القنوت: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق" [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).
عن عبيد بن عمير، قال سمعت عمر يقنت في الفجر يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير، ولا نكفرك , ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكافرين ملحق اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك" [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).
وروى مثل هذا عن عمر: عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) , وابن عباس [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).
عن عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يأثر عن عمر بن الخطاب في القنوت أنه كان يقول: "اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات , والمسلمين والمسلمات , وألف بين قلوبهم , وأصلح ذات بينهم , وانصرهم على عدوك وعدوهم , اللهم العن كفرة أهل الكتاب , الذين يكذبون رسلك , ويقاتلون أولياءك , اللهم خالف بين كلمتهم , وزلزل أقدامهم , وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين , بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك بالكفار ملحق" , قال: وسمعت عبيد بن عمير يقول: القنوت قبل الركعة الآخرة من الصبح وذكر أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف بن مسعود وأنه يوتر بهما كل ليلة وذكر أنه يجهر بالقنوت في الصبح , قلت فإنك تكره الاستغفار في المكتوبة فهذا عمر قد استغفر , قال قد فرغ هو في الدعاء في آخرها [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5).
وعن أبي رافع أنه قال صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح فقنت بعد الركوع قال فسمعته يقول: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك , ونثني عليك ولا نكفرك , ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك , اللهم إياك نعبد , ولك نصلي ونسجد , وإليك نسعى ونحفد , ونرجو رحمتك ونخاف عذابك , إن عذابك بالكفارين ملحق , اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب , وخالف بين كلمتهم , وأنزل عليهم رجزك وعذابك , اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب , الذين يصدون عن سبيلك , ويكذبون رسلك , ويقاتلون أولياءك , اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات , والمسلمين والمسلمات , وأصلح ذات بينهم , وألف بين قلوبهم , واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة ,
¥